"عودة بوتفليقة".. مشاهد دراما رمضان في الجزائر بنكهة الحراك الشعبي (فيديو)
"عودة بوتفليقة".. مشاهد دراما رمضان في الجزائر بنكهة الحراك الشعبي (فيديو) "عودة بوتفليقة".. مشاهد دراما رمضان في الجزائر بنكهة الحراك الشعبي (فيديو)
المغرب العربي

"عودة بوتفليقة".. مشاهد دراما رمضان في الجزائر بنكهة الحراك الشعبي (فيديو)

يحيى مطالقة

سيطرت السياسة والحراك الشعبي على دراما وبرامج رمضان بالقنوات الجزائرية، التي قدمت مادة دسمة للمشاهدين، غلبت عليها السخرية من رموز نظام الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة.

وفي22 فبراير/شباط الماضي، انطلقت مسيرات شعبية سلمية في الجزائر ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، قبل أن يعدل عن ذلك ويقدم استقالته في 2 أبريل/نيسان.

لكن الحراك الشعبي متواصل حتى اليوم للمطالبة برحيل كل رموز نظامه، وهو ما انعكس على دراما وبرامج رمضان.

بوتفليقة يعود

وكيّفت البرامج الفكاهية التي تعرضها بعض القنوات التلفزيونية الخاصة من تفاعلها مع ما تشهده البلاد من حراك شعبي- لا يزال مستمرًا- ضد ما تبقى من رموز نظام بوتفليقة.

وتعرض قناة "الشروق" الخاصة برنامج كاميرا خفية تحت عنوان "طاكسي.. راني وليت" (سيارة أجرة.. لقد عدت) وجاء في أغنية المقدمة (الإشارة): "طاكسي السياسة، آخر الأخبار عن السياسة، سلمية سلمية (مظاهرات سلمية) كاميرا خفية حول الأزمة الحالية".

ويتطرق البرنامج عبر مقلب، إلى خبر مزيف عبر راديو السيارة عن عودة بوتفليقة إلى الحكم، ما يخلق صدمة تتخللها الطرافة والغضب تارة وسط ركاب سيارة الأجرة.

وقال أحد الركاب مرتبكًا في حديثه مع السائق عن الحراك: "بوتفليقة قدم إنجازات كبيرة للجزائر، لا أنكر إنجازاته، وأنا لم أخرج ولا يومًا واحدًا في المظاهرات".

كما يظهر الغضب على ركاب آخرين يحاولون التأكد من الخبر قبل أن يكتشفوا أنه كان مقلبًا.

وتقدم القناة نفسها برنامجًا سياسيًا واجتماعيًا ساخرًا عنوانه "ناس السطح"، حيث يستعرض العديد من المشاكل والقضايا التي تشهدها البلاد، ومنها الأزمة السياسية الحالية في ظل تواصل الحراك الشعبي.

وسبق أن منعت السلطات بث هذا البرنامج خلال السنوات الماضية بسبب مضامين حلقاته التي تخوض في الشأن السياسي.

 "يتنحاو قاع" في قلب البرامج

وتعرض قناة النهار الخاصة أيضًا، سلسلة تلفزيونية كوميدية بعنوان "دقيوس ومقيوس"، حيث تروي يوميات صديقين كبيرين في السن، يديران مقهى شعبيًا.

ويحاكي العمل في بعض حلقاته الأوضاع التي تشهدها البلاد، ومنها المظاهرات السلمية التي انطلقت في الـ22 فبراير/شباط الماضي، المطالبة بالتغيير وتجسيد شعار المسيرات الشهير "يتنحاو قاع" (يتنحوا جميعًا).

وسارت قناة "نوميديا" على خطى "الشروق" و"النهار"، لتنقل معاناة المواطن اليومية والحراك الشعبي إلى الشاشة عبر سلسلة فكاهية من نوع الوستارن بعنوان "بوبالطو".

مرافقة الكاميرا للوضع

يقول الممثل صالح روان: إنّ "الأعمال التلفزيونية الدرامية والكوميدية وكذلك السينمائية، هي صورة تنقل الواقع المعيش بكل جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الجمالية".

ويضيف روان، ، أنّ "الصورة التي تنقلها الأعمال التلفزيونية قد تكون مقبولة وواضحة لدى المشاهد وقد تكون غير واضحة".

ووفق روان، فالدراما أو الكوميديا يرصدان الأحداث الراهنة التي ترتبط ببلد معين وبقضية معينة.

واعتبر أنّ ما نقلته الأعمال التلفزيونية الرمضانية حول الوضع القائم في البلاد أمر إيجابي خاصة بتوظيفه الجيد.

وأوضح المتحدث أنّ "الصورة وطريقة تجسيد الوضع والأحداث الراهنة في الدراما أو الكوميديا مهمة جدًا لكونها تعبر عن حقيقة الواقع في البلاد سواء السياسي أو الاجتماعي".

بدوره، قال المدون والكاتب الطيب صياد: إنّ "البرامج الرمضانية بشكل عام هي محل استقطاب كبير بين القنوات العامة والخاصة في الجزائر، وتتناول تقريبًا أهم القضايا التي مست المجتمع خلال ذلك العام".

وأضاف صياد: "حاولت شركات الإنتاج مواكبة الحراك الشعبي هذا العام، بتقديم برامج في الكوميديا السياسية تعالج دوافع ومظاهر الحراك ونتائجه على العقلية الجزائرية وعلى مستقبل الدولة والنظام".

وأوضح صياد، أنّ من أجمل البرامج التي تتناول الواقع السياسي، كاميرا خفية تفاجئ الركاب بعودة بوتفليقة من خلال مقطع إذاعي مفبرك بثته قناة الشروق.

ولم يخف المتحدث أنّ سلسلة "دقيوس ومقيوس" حافظت على جودتها ومضمونها السياسي والاجتماعي، وأعطت انطباعًا إيجابيًا عن صناعة الكوميديا والدراما في الجزائر.

وأشار صياد إلى أن برنامج "بوبالطو"، الذي يبث على قناة "نوميديا"، يستحق المشاهدة والإشادة، وقد عالج الحياة السياسية ومستويات الفساد التي بلغتها الجزائر في العهد البائد (يقصد نظام بوتفليقة).

في المقابل، قلل المخرج المسرحي والسيناريست محمد شرشال، من شأن البرامج الرمضانية التي تناولت الحراك الشعبي السلمي بـ "فيسبوك" قائلًا: إن "القنوات التلفزيونية الجزائرية تسخر من ثورة الشعب السلمية، وتميّع الحراك بأعمال سطحية ورديئة".

وأضاف: أن "التلفزيونات التي تحاول اغتنام الفرصة حتى تحقق الشهرة، تتطرق بسخرية لبوتفليقة في حصص فكاهية فارغة المضمون وساذجة، وتشكل خطرًا على فكر وذوق المشاهد، حيث عملت القنوات على تمييع ثورة الشعب وحراكه، واستهزأت حتى بشعاراته الوجودية مثل (يتنحاو قاع)"،حسب رأيه.

التالي