تجاهل السبسي للوضع الاقتصادي "المنهار" يثير استياء التونسيين
تجاهل السبسي للوضع الاقتصادي "المنهار" يثير استياء التونسيين تجاهل السبسي للوضع الاقتصادي "المنهار" يثير استياء التونسيين
المغرب العربي

تجاهل السبسي للوضع الاقتصادي "المنهار" يثير استياء التونسيين

محمد المومني

أثار تجاهل الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، للأزمة الاقتصادية في المقابلة المتلفزة التي بثت مساء الإثنين، استغراب واستياء فعاليات تونسية، في وقت يشهد فيه الوضع الاقتصاد بالبلاد انهيارًا غير مسبوق بسبب تراجع الدينار والاحتياطي الأجنبي والميزان التجاري.

وأكد الخبير الاقتصادي التونسي، معز الجودي، أن الأزمة التي تعيشها البلاد اليوم هي اقتصادية بالأساس قبل أن تكون سياسية، معبّرًا عن استغرابه من عدم تطرق رئيس البلاد الى الملف الاقتصادي رغم أن التونسيين كانوا يتطلعون الى موقفه حيال ذلك.

واعتبر الجودي، في تصريح لموقع "إرم نيوز"، أن السبسي غرق كثيرًا في تفاصيل السياسة وتناسى مشكلة الاقتصاد وما يعانيه المواطن التونسي جرّاء انهيار القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار وتراجع قيمة الدينار التونسي.

بدوره، اعتبر المحلل السياسي التونسي، الصادق بلعيدر أن الرئيس التونسي ارتكب خطأ فادحًا في المقابلة المتلفزة مع "الحوار التونسي"، بسبب غياب التركيز على الأزمة الاقتصادية.

وأضاف أنّه كان من الأفضل أن يخصّص الزمن المحدّد لهذه المسألة، وكان عليه أيضًا أن يتقدم برؤية اقتصادية معينة، ولكن لم يكن لديه على ما يبدو الاستعداد الكافي لذلك".

وأضاف بلعيد ،"لم أر في خطاب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، رؤية يجب اتباعها للخروج من الأزمة، كما أنّه لم يأت بمبادرة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد".

من جهته، قال الخبير الاقتصادي التونسي، محمد الحطاب في تصريح لـ "إرم نيوز"، إنّه كان ينتظر من الرئيس التونسي، أن يتطرق إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تواجه البلاد، لاسيما في ظل تهديد الاتحاد العام التونسي للشغل بالإضراب العام، وفي ظل تصاعد الغضب الشعبي وظهور مؤشرات على انفجار اجتماعي واسع.

وأضاف قائلًا:" في الحقيقة، الرئيس التونسي خيّب ظني كثيرًا، وخيّب ظنّ الشعب التونسي الذي كان يأمل بأن يعلن السبسي مبادرة اقتصادية تنقذ البلاد من أزمتها الخانقة، لكنه ترك الجميع في التسلل وانخرط في الحديث عن السياسة".

وتابع، أن السبسي شدّد في كامل خطابه على الأزمة السياسية، وهذا مهمّ، ولكنه تجاهل أن هذه الأزمة السياسية، أسبابها اقتصادية، على غرار مسألة انهيار الدينار وتراجع الميزان التجاري وتضخم العجز التجاري.

وتواجه تونس، أزمة اقتصادية حادة، مع تجاوز معدل التضخم حاجز 7%، وارتفاع قياسي في الاستدانة من الخارج.

ويتخوف التونسيون، من انفجار الأوضاع الاجتماعية في ظل حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي التي تتغذى من تردي تدهور المقدرة الشرائية للمواطن التونسي.

وما يعمق المخاوف في تونس، توتر علاقة الحكومة التونسية باتحاد الشغل الذي يتمتع بنفوذ اجتماعي واسع، ويملك مفتاح تهدئة الشارع أو تحريكه ضد الائتلاف الحاكم وسياساته.

التالي