في ظل حكم ترامب.. لا سلطة للمرأة على جسدها
في ظل حكم ترامب.. لا سلطة للمرأة على جسدها في ظل حكم ترامب.. لا سلطة للمرأة على جسدها
أخبار

في ظل حكم ترامب.. لا سلطة للمرأة على جسدها

هاني رعد

يرى مقال نُشر في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، حول قانون "أركنساس 45" أن أي نقاش يدور بشأن أخلاقية وقانونية الإجهاض يتمحور حول من يملك جسد المرأة، هل هي المرأة نفسها أم شخص آخر، وهو ما قرره قانون جديد و"وحشي" تم إقراره في ولاية أركنساس، وسلب المرأة  قدرتها على امتلاك جسدها.

يجرِّم أركنساس 45، الذي وقّع عليه حاكم الولاية آسا هاتشينسون، يوم الخميس الماضي، أسلوب التمديد والاستخراج، وهو الأسلوب الجراحي المستخدم عند إجراء عمليات الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل. وبينما يعتبر حظر الإجهاض بعد 14 أسبوعًا انتهاكًا شديدًا للنساء، يذهب قانون 45 أبعد من ذلك.

يشمل قانون أركنساس، فرض وصاية على المرأة الحامل، من جانب زوجها أو والدها أو ولي أمرها أو مقدم الرعاية الصحية، لمنع إجراء عمليات الإجهاض بأسلوب التمديد والاستخراج. ولا يوجد استثناء لحالات الاغتصاب وسفاح القربى، وهذا يعني أن المرأة التي تعرضت للاغتصاب يجب أن تتعامل مع مغتصبها لإنهاء الحمل الناتج، وهذا يعني أيضًا أن أركنساس يدعم الإكراه الذكوري لأجساد النساء، وهو ما يعني سلب موافقة المرأة منها مرتين: الأولى عند الاغتصاب، والثانية عند الحرمان من الإجهاض.

فبخلاف قانون الإجهاض، الذي ينص بالفعل على المشورة الإلزامية، هناك فترة انتظار بحد 20 أسبوعًا، وقيود شديدة على السماح بالإجهاض وفقًا لقانون الرعاية، ولكن التطور المرعب في قانون أركنساس 45، لا ينبغي أن يحجب حقيقة أن الولادة الإجبارية تعني فرض العنف على النساء.

وأضاف المقال" أن ولادة الطفل لا تعبّر عن شراكة متكافئة بين الرجل والمرأة، فلا يوجد رجل مات أو عانى من الألم أو علامات التمدد الناجمة عن الحمل، وبالنسبة للمرأة فإن الحمل يعني تسعة أشهر من المضاعفات التي يمكن أن تكون قاتلةً، وعدم الراحة الذي لا مفر منه، وينتهي بعملية مرهقة وخطرة من الولادة.

ويرى المقال، أن بإمكان المرء التعاطف مع الأمومة بقدر ما يريد، ولكن هذا لا يعني شيئًا ما لم يتعرف على ما ينطوي عليه إنجاب طفل بالنسبة للمرأة، فقانون ولاية أركنساس لا يعترف بكون النساء بالغات، بل يعاملهن معاملة القاصرات الموضوعات تحت رعاية أزواجهن حتى يتاح للرجال أن يستغلوا أجساد النساء بشكل تام.

ويخلص المقال إلى أنه مع وجود ترامب في البيت الأبيض وإمكانية إعادة التوازن، فإنه يمكن القول إن الأمر لا علاقة له بـ"إنقاذ الأطفال" أو "حماية المجتمع"، بل هو قهر للمرأة وتأكيد على دونيتها ويجب على النساء أن يقاومنه معًا.

التالي