هل نجح بوتين باستغلال الخلافات الأمريكية لفرض واقع جديد في سوريا؟
هل نجح بوتين باستغلال الخلافات الأمريكية لفرض واقع جديد في سوريا؟ هل نجح بوتين باستغلال الخلافات الأمريكية لفرض واقع جديد في سوريا؟
أخبار

هل نجح بوتين باستغلال الخلافات الأمريكية لفرض واقع جديد في سوريا؟

رائد رمان

يربط محللون إسرائيليون بين التطورات الأخيرة في سوريا، التي تمثلت في إعلان نظام بشار الأسد فرض سيطرته الكاملة على مدينة حلب، وما وصفوه بـ"النصر الروسي في سوريا"، وبين قرب إدلاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالقسم، ودخوله البيت الأبيض رسمياً في 20 كانون الثاني/ يناير 2017.

وبحسب هؤلاء المحللين، فإنه "مع انتهاء المعارك في حلب، وخروج قوى المعارضة السورية من المناطق المحاصرة شرقي المدينة باتجاه إدلب، فإن الرئيس باراك أوباما بذلك قد تلقى الضربة العسكرية الاستراتيجية الأعنف للغاية في العامين المنصرمين، ومنذ بدء التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية في أيلول/ سبتمبر 2015".

ويشير موقع التحليلات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلي "ديبكا"، في تقرير نشر الجمعة إلى أن "المسألة لا تقتصر فقط على سيطرة القوات الروسية والإيرانية وحزب الله، والمليشيات الشيعية الأخرى الموالية لطهران على شرق حلب، لكن ما حدث هو أن هذه القوى تسيطر حالياً على جميع النقاط والمواقع ومراكز النفوذ الأمريكية شمالي وشرقي سوريا".

ونقل الموقع الإسرائيلي عن مصادره أن "القوى العسكرية المحلية التي عولت عليها واشنطن وبنت عليها سياساتها، مثل الأكراد في سوريا و"الجيش السوري الحر"، الذي تم تدريبه بواسطة مستشارين عسكريين أمريكيين، توقفت حالياً عن العمل معها، ولم تعد ترغب في التعاون مع إدارة أوباما".

الآمر الناهي بوتين

وأردف الموقع بأن "من يحدد حالياً الواقع في سوريا ولا سيما في المناطق الشمالية، هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يتمثل دوره في التعاون مع الأول"، مضيفاً أن "إيران تعد لاعباً هامشياً، حيث يشرف الجنرال قاسم سليماني، رجل إيران الأول ميدانياً على سير الأمور".

ورأى محللو الموقع أن "إدارة أوباما لم تعد تمتلك أي تأثير من أي نوع  في شمال سوريا، كما أنها لم تعد تمتلك أية قوة عسكرية محلية يمكنها أن تنفذ أوامرها، مدللين على ذلك بتصريحات وزير الخارجية جون كيري الخميس، التي أشار من خلالها إلى ضرورة إنهاء الحرب ووقف المذابح في حلب، لأنه لا يرغب في تكرار ما حدث في سربرنيتسا، أي المذابح التي ارتكبت بحق المسلمين في البوسنة عام 1995 بواسطة القوات الصربية، وأدت إلى مقتل 8 آلاف مسلم".

ولفت "ديبيكا" إلى أن "تصريح كيري يأتي على الرغم من أنه في السنوات الست الماضية شهدت سوريا مذابح تفوق مذابح سربرنيتسا، حيث قتل أو ذبح مئات الآلاف من المدنيين السوريين فضلا عن جنود الجيش النظامي، قضى بعضهم بعد تعرضه لهجمات بالسلاح الكيميائي، مقدرا عدد القتلى في سوريا حتى الآن قرابة مليون نسمة".

وتوقع المحللون "ألا تجد دعوة وزير الخارجية الأمريكية آذانا صاغية في الكرملين، أو لدى جميع قوى المعارضة السورية، وأن خروج المسلحين وعائلتهم من حلب لن يمنع استمرار عمليات القتل في سوريا".

 تدخل بوتين بالانتخابات الأمريكية وحلب

وطبقا لمحللي الموقع فإن "أسباب كل هذه التطورات ترتبط بما يحدث على مسافة 10 آلاف كيلومترا من حلب أي في واشنطن، حيث بدأت شخصيات ديمقراطية لم تقبل بعد بفوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، الربط بين المزاعم بأن الرئيس الروسي بوتين أمر أجهزة الاستخبارات الروسية بالتدخل في سير الانتخابات الأمريكية التي أجريت الشهر الماضي لصالح ترامب، وبين التدخل العسكري الروسي في سوريا".

وتحاول هذه الشخصيات بحسب الموقع "غلق الطريق أمام إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق مع بوتين بشأن سوريا، حيث لا يريد الديمقراطيون أن ينجح ترامب في خطواته الأولى في سوريا بمجرد دخوله إلى البيت الأبيض، في وقت فشلوا فيه طوال ست سنوات في تحقيق إي إنجاز هناك".

ويستغل الرئيس الروسي الخلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين في واشنطن، ويعمل على فرض واقع محدد في سوريا قدر الإمكان، قبيل دخول ترامب إلى البيت الأبيض.

معاقبة روسيا

ويفترض محللو الموقع أن "إعلان الرئيس أوباما الجمعة أنه سيعمل في الأيام المتبقية له في البيت الأبيض على معاقبة روسيا على خلفية  تدخلها في سير الانتخابات، ستأتي بنتائج عكسية وستحفز بوتين على العمل سريعا وبصرامة لفرض الواقع الذي يريده في سوريا".

وقدر الموقع الإسرائيلي ذاته منتصف الشهر الماضي، أن يسابق الرئيس أوباما الزمن من أجل فرض واقع على الأرض فيما يتعلق بالحرب السورية، في محاولة أخيرة لمنع تفاهم محتمل بين الإدارة الأمريكية الجديدة وبين موسكو وأنقرة، من المحتمل أن يتم التوصل إليه عقب دخول ترامب إلى البيت الأبيض.

وأشار الموقع وقتها إلى أن "الساحة السورية دخلت سريعا على خط المواجهة بين أوباما وترامب، حيث يعمل الرئيس الذي يوشك أن يغادر البيت الأبيض على فرض واقع يتناقض تماما مع السياسات العسكرية والخارجية التي من المنتظر أن يطبقها ترامب".

ويسعى ترامب لضمان نصر عسكري على تنظيم داعش بمجرد توليه منصبه رسميا، فيما يصر أوباما على محاولة عرقلة ما يسعى ترامب لتحقيقه.

التالي