صواريخ تستهدف مواقع عسكرية في الجولان.. وإسرائيل ترد (فيديو) صواريخ تستهدف مواقع عسكرية في الجولان.. وإسرائيل ترد (فيديو)
أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الخميس، تعرض مواقع له في هضبة الجولان السورية المحتلة، لهجوم صاروخي "نفذته قوات إيرانية من سوريا"، وسرعان ما ردت إسرائيل بسلسلة ضربات.
ونشر الناطق باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، تغريدة على حسابه في تويتر، قال فيها إنه "تم رصد إطلاق نحو 20 صاروخًا من قبل فيلق القدس الإيراني باتجاه خط المواقع الأمامي في هضبة الجولان".
وأَضاف أنه "تم اعتراض بعض الصواريخ (لم يوضح مصير بقية الصواريخ) ولم تقع إصابات أو أضرار ملموسة".
واعتبر أدرعي الهجوم "عدوانًا إيرانيًا ينظر إليه بخطورة"، مضيفًا أن "الجيش الإسرائيلي مستعد لسيناريوهات متنوعة، وأنه لا توجد في هذه اللحظة تعليمات خاصة للجبهة الداخلية".
وتابع أن "جيش الدفاع يتحرك في هذه اللحظات ضد أهداف إيرانية في سوريا"، محذرًا من أن "أي تورط سوري ضد هذا التحرك سيواجه ببالغ الخطورة".
من جانبه، قال المتحدث اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، في تصريح صحافي، إنه "في الساعة 12:10 من ليل الأربعاء أطلقت قوة القدس الإيرانية حوالي 20 صاروخًا على أهداف إسرائيلية في الجولان".
وأضاف أن "إسرائيل اعترضت بعضًا من الصواريخ، ولا توجد تقارير عن وقوع خسائر بشرية"، مشيرًا إلى أن "التلفيات التي لحقت بالمواقع الإسرائيلية محدودة".
وكانت صفارات الإنذار الإسرائيلية انطلقت بُعيد منتصف ليلة الأربعاء/ الخميس في هضبة الجولان المحتلة، للتحذير من إمكانية وقوع هجوم صاروخي.
وطالب الجيش الإسرائيلي السكان القريبين من الحدود بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج، وجرى تجهيز الملاجئ تحسبًا لأي تصعيد عسكري كبير، قد يتطور في الساعات المقبلة.
وأعلنت بلدية "كريات شمونة" الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية أنها فتحت الملاجئ رغم عدم تلقيها تعليمات بذلك من الجيش.
رد إسرائيلي عنيف
في المقابل، استهدفت صواريخ إسرائيلية مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري ومستودع ذخيرة وموقع رادار، وفق ما ذكر مصدر عسكري سوري فجر الخميس.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، عن المصدر، قوله إن "بعض الصواريخ الإسرائيلية استطاع استهداف عدد من كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة" دون أن يحدد مواقعها.
وأكد في الوقت ذاته أن "الدفاعات الجوية السورية أسقطت عشرات الصواريخ الإسرائيلية المعادية ومنعت معظمها من الوصول الى أهدافها"، فيما أفاد التلفزيون السوري بإسقاط صواريخ إسرائيلية جنوب حمص.
وقال مصدر من القوات الموالية لدمشق لـ"فرانس برس" إن "بعض الصواريخ استهدفت مواقع في ريف دمشق بينها فوج الدفاع الجوي قرب الضمير (شرق) واللواء 38 على طريق درعا جنوبًا"، مشيرًا إلى أن "الدفاعات الجوية نجحت في إسقاط صواريخ متجهة إلى مطار دمشق الدولي".
من جانبهم، قال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه سُمع دوي انفجارات ضخمة فجر الخميس، في سماء العاصمة دمشق، فيما انقطع التيار الكهربائي عن معظم مناطقها.
وأشاروا أيضًا لسماع دوي أصوات انفجارات في مواقع قوات موالية للنظام السوري في الفوج 116 بالقرب من مدينة الضمير، التابعة لمدينة دوما بمحافظة ريف دمشق، وبإحدى القواعد الجوية.
بدورها قالت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية إن "الجيش هاجم فجر الخميس عدة قواعد ومواقع في سوريا".
ونسبت هارتس لمسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية، قولهم إن "الهجوم الإسرائيلي الليلة الماضية هو الأشد منذ مايو/أيار 1974"، دون الإشارة لماهية الهجوم ونتائجه ميدانيًا.
وذكرت "هآرتس" أيضًا أن مسؤولًا في وزارة الخارجية الأمريكية أبلغها أن "الولايات المتحدة تقف مع إسرائيل في مواجهة الأعمال العدائية الإيرانية وتدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، حسب قوله.
وأضاف المصدر: "إن ثبت قيام إيران بمهاجمة إسرائيل؛ فإن ذلك يدعم القرار الأمريكي بإلغاء الاتفاق النووي معها، فقد كشفت إيران عن نواياها الحقيقية".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق الذي عقدته الإدارة السابقة والدول الكبرى مع طهران، وتعهد أن تفرض واشنطن "أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني".
يشار إلى أن إسرائيل كانت قد استهدفت في وقت سابق أيضًا فجر الخميس، مواقع للنظام السوري في محافظة القنيطرة (جنوب)، بقصف بالدبابات والصواريخ، تلاه قصف جوي.
وقالت مصادر محلية إن دبابات إسرائيلية متمركزة في الجولان، قصفت مواقع للنظام في مدينة البعث بالقنيطرة، فردت قوات النظام بإطلاق صواريخ على الجانب الإسرائيلي.
وأضافت المصادر، أن إسرائيل استهدفت بعد ذلك بلدة الحضر في القنيطرة بالصواريخ ليتطور الأمر باستهداف المنطقتين بالطائرات الإسرائيلية.
وسادت منطقة الجولان حالة استنفار شديدة على خلفية تهديد إيران بالانتقام من الهجمات الإسرائيلية استهدف في الأشهر والأسابيع الأخيرة عدة مواقع للقوات الإيرانية في سوريا، قتل فيها عدد من الضباط الإيرانيين ودمرت معدات عسكرية.
واحتلت إسرائيل مناطق واسعة من هضبة الجولان التي تعتبر جزءًا من الأراضي السورية، خلال حرب حزيران/ يونيو عام 1967، وأعلنت ضمها في عام 1981، لكن المجتمع الدولي لا يعترف بذلك.