الديار "الزجاجية " ترمي القلعة السعودية بالحجارة.. هكذا تناولت ميليشيات حزب الله الإعلامية استقالة الحريري
الديار "الزجاجية " ترمي القلعة السعودية بالحجارة.. هكذا تناولت ميليشيات حزب الله الإعلامية استقالة الحريري الديار "الزجاجية " ترمي القلعة السعودية بالحجارة.. هكذا تناولت ميليشيات حزب الله الإعلامية استقالة الحريري
أخبار

الديار "الزجاجية " ترمي القلعة السعودية بالحجارة.. هكذا تناولت ميليشيات حزب الله الإعلامية استقالة الحريري

بلال العبويني

خلال الأيام القليلة الماضية لم يبق أحد في "الميليشيات الإعلامية" لحزب الله وإيران والمناصرين لها، إلا وشارك في ترديد نشيد "أين الحريري"، والنشيد أخذ شكل "الجلبة" الصوتية التي تستهدف التغطية على المطالب الوطنية والقومية التي تحدث بها رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، وكذلك المملكة العربية السعودية، والقيادات العربية، والدولية، الحريصة على لبنان وضرورة حمايته، بالنأي عن الاستقطاب، والخروج من تحت الاحتلال الإيراني، وإرهاب سلاح حزب الله داخل وخارج لبنان.

شارل أيوب ينضم للجوقة.

 كلهم شاركوا في حملة التمويه على القضية الحقيقية التي تهدد مستقبل لبنان، واستبدلوها بالإصرار على مقولة إن الحريري محتجز في السعودية، غير مُنصتين للحقائق البيّنة، ولا حتى لكلام بطريرك الموارنة بشارة الراعي، الذي أكد على صدق، وأحقية ما يطلبه الحريري، ويستقيل لأجله، وهو الذي تراه السعودية، وعواصم عربية عديدة  مصلحة حقيقية للبنان وخلاصًا له .

وحين وصل الدور في الكلام إلى رئيس تحرير جريدة "الديار" اللبنانية التي تطبع في دمشق، والمعروفة ارتباطاته بحزب الله، شارل أيوب، كان جاهزًا، ليقول ما يراد  له أن يشارك  به في" نشيد أين الحريري ".

 أيوب عندما شارك في "الجوقة" ابتذل وأسفَّ، وأساء لبلده ومموليه، أكثر مما أساء إلى المملكة العربية السعودية.

لم يسئ رئيس تحرير " الديار " لنفسه بالذي كتبه يوم الخميس الماضي، لأنه "يحمل على قفاه" من الأوصاف، والوسوم والشهادات بالهوان ومن "أكوام النخاسة"، ما لا يحتاج للمزيد من الهراء، الذي طالما تدهّن به، هو وصحيفته .

 وفي أدبيات الكتابة الصحفية والحوار السياسي، حدود معروفة، لا يتجاوزها الذين يحترمون أنفسهم ومهنتهم، وكما قال رئيس تحرير سابق لصحيفة "لوموند" الفرنسية  إن الكاتب "إذا بدأ يتحدث من فتحة أخرى في جسمه، غير فمه، فإنه لا يستحق الرد، أو التعقيب من زملاء المهنة؛ فهناك آخرون من عمال النظافة في البلدية يتكفّلون به "، وما قاله شارل أيوب  في جريدة  الديار  يوم الخميس الماضي  هو من هذا النوع، ومن العفن اللفظي.

 استعداء عربي على أشقائهم اللبنانيين.

 افتُتحت الصحيفة في عنوان" ماذا تكون السعودية لولا نفطها؟ ألم تكن دولة جمال وخيم ؟" مضيفًا إلى العنوان أن "محمد بن سلمان عميل إسرائيلي درجة أولى ".

كتب شارل أيوب، شرطي المباحث الذي تحول إلى صحفي، مقالاً ليس فقط  ينضح بالنجس، بل يستعدي أيضًا، الشعوب العربية على أشقائهم اللبنانيين، فهو يصف  اللبنانيين أنهم "أصحاب شرف وعزة نفس وقوة "، يفتقدها الآخرون، ولولا أن جريدته تحظر تعليقات القرّاء لكان أيوب تلقّى من بطريركية الموارنة، ومن جمهور اللبنانيين  والعرب، تقريعًا يستحقه على هذه  الفتنة الشعبية، التي قد يدفع ثمنها اللبنانيون المغتربون أينما كانوا.

ويكرر "شارل أيوب" بسفه سياسي، وفجاجة شوارعية، نفس مقاطع نشيد: "أين الحريري"، الذي ألّفه حسن نصرالله ثاني أيام مقابلة الحريري التلفزيونية، واعتمده رئيس الجمهورية، ووزير خارجيته، وأقاموا على ترديده  بحرفة التمويه الإعلامي الذي اقتبسوه من  المدرسة الإيرانية المعروفة .

أيوب بدلاً من أن يقرَّ  بالحقائق السياسية،  والأمنية، والاقتصادية، التي يتشكل منها المأزق  الكياني الذي يصنعه حزب الله، وينحاز معه رئيس الجمهورية وهما الآن  يدفعان لبنان  في طريق شائك  قد يكون بلا عودة ، فإنه كرئيس تحرير يُفترض أن يكون صاحب رؤية، يصف راهن الحال  أنه " حرب شرف للبنان لوقف احتجاز الحريري "، قالها  أيوب يوم الخميس عندما كان معروفًا أن الحريري سيصل باريس خلال ساعات.

ينكر كلَّ ما قدمته السعودية.

 وللمفارقة المثيرة  لفزع اللبنانيين أنفسهم، فإن  أيوب ينكر كل ما قدمته السعودية إلى لبنان من مئات ملايين الدولارات مساعدات إعمار، وبلايين الدولارات استثمارات وودائع، فضلاً عن المساعدات  العسكرية، وجهود موصولة لإخراج لبنان، من حربه الأهلية في اتفاق الطائف، وصولاً إلى إخراجه من حالة الفراغ السياسي، في تسهيل  تعبئة شواغر الرئاسات،  باتفاق  تم التوصل إليه قبل عدة أشهر، وخرقه حزب الله، بما اقتضى تصحيحه لتعزيز استقرار لبنان. هذا فضلاً عن  بديهيات أخرى عديدة أغفلها أيوب، مثل استضافة مئات آلاف اللبنانيين بأعمال  وتحويلات مليارية  تدعم استقرار  الليرة اللبنانية التي يهددها  سفه إعلامي،  كالذي يخوض فيه أيوب .

إساءة للعشائر العربية.

ربما لأن رئيس تحرير " الديار " تقلّب طويلاً  في شبهات  ما وصفه الكاتب المعروف بسام جعارة أنه  "دياثة "–المشتقة من كلمة ديوث، وهو من لا يبالي بالفجور أيًا كان نوعه-، فضلاً عن القمار وبيع كل ما له صلة بالشرف، فإنه يوم الخميس الماضي لم يجد غضاضة  بأن يقترف  خطيئة الإساءة  حتى إلى العشائر السعودية، وينسب ذلك إلى  رئيس جمهوريته، قائلاً": " العماد عون  سيبدأ الأسبوع المقبل  حملة لتعرية  السعودية من كل إنسانية عندها، ومن كل شرف عندها، والشرف هو شعار العشائر العربية، فأين السعودية من هذا الشرف ؟" ويعود ليكرّر  تحريك الفتنة  بين الشعوب العربية بقوله:" أين عظمة لبنان  من تخلّف السعودية الثقافي والحضاري !".

 هل فكّر شارل أيوب، للحظة، هو ومن يوظفون جريدته للعبث المهلك في حجم  الإساءة  التي  يقترفونها بحق لبنان وأهله ورئيس جمهوريته، قبل أن يسيئوا للآخرين؟

ينتظر لحظة هزيمة السعودية على يد لبنان.

 وكما تضمّنه نشيد حزب الله عن "أين الحريري "، من تجديف يائس بكل الاتجاهات السياسية،  ونظريات التآمر مع إسرائيل، كذلك  فعل شارل ايوب، لكن بفجاجة تعوزها  مقتضيات التسلسل الإعلامي.

خلط  بين المبادرات الكبرى  التي أطلقها  الأمير محمد بن سلمان، في مختلف محركات  الإصلاح والتطوير وتعزيز المواقف القومية  مستسهلاً  توصيفها بالفشل، وليخرج منها إلى أن السعودية "دولة كرتونية" سيهزمها لبنان حزب الله وميشيل عون". وفي السياقات لم يترك أيوب  مدمن القمار والنخاسة وصفًا سيئًا إلا وأطلقه على المملكة.

 وينتهي "أبو الديار" إلى تهديد السعودية بالقول:" من يعش ير، والأيام قائمة بيننا وبين السعودية، حرب لن تنته، وعداء لن ينتهي إلى  أن تعرف السعودية أن حجمها  حقير وصغير".

 هذا هو شارل أيوب لمن لا يعرفه.

 يعفي من  التعقيب على مثل  هذا السفه  الإعلامي، كما يقول صحفي لبناني عتيق، أن نستذكر  من سيرة شارل أيوب  كيف أهدر شرفه وكرامته برسالة الاستجداء المعروفة التي كان رفعها للرئيس السوري بشار الأسد ليستعيد الدعم المالي الذي كان توقف بعد الحرب الأهلية وبعد تقليب أيوب  في أحضان  سياسيين آخرين. في تلك الرسالة التي نشرتها جريدة الأخبار الموالية لسوريا يقول أيوب  للأسد: إنني مضطر  لبيع  منزل والدي، والاتهامات التي وُجّهت إليّ بأنني  مجرد لاعب قمار، ليست افتراء، لأنني فعلاً مررت بتلك التجربة ".  ويضيف  في رسالة الاستجداء: استحلفكم بالله أن تساعدوني بمبلغ 700 ألف دولار،  ولتكن دينًا عليَّ من خلال رهن جريدة  "الديار" لأي مؤسسة إعلامية"

شارل أيوب كما يعرفه إعلاميو لبنان، تقلّب  في الفراش السياسي، لكل المتموّلين داخل وخارج لبنان. وما بين موالاة تعقبها شتائم وابتزاز لم يستثن أيوب أحدًا ، وكلهم أشبعوه بالذي يرون أنه يستحقه من  التحقير: من سعد الحريري،  إلى ميشيل عون، إلى  نبيه بري، إلى  نجيب ميقاتي. وانتهاء  بهيفاء وهبي التي رفعت عليه  دعوى اضطُر  معها  لنشر اعتذار مذلّ.

 وفي سبتمبر  2013  استضافه الإعلامي طوني خليفة  في برنامج " للنشر " وأخذ منه اعترافات  بعمليات الابتزاز، وبسلسلة طويلة من  الأعمال المشبوهة والتي تبدأ  بالعلاقات  مع فنانين ومشبوهين بالتجسس، ولا تنتهي عند انكشاف محاولة تجنيده للموساد الذي  يعرف استعداده لذلك.

التالي