وزارة الأوقاف تعد خطة لمواجهة فوضى الفتاوى الشاذة في مصر
وزارة الأوقاف تعد خطة لمواجهة فوضى الفتاوى الشاذة في مصر وزارة الأوقاف تعد خطة لمواجهة فوضى الفتاوى الشاذة في مصر
منوعات

وزارة الأوقاف تعد خطة لمواجهة فوضى الفتاوى الشاذة في مصر

يحيى مطالقة

تعكف وزارة الأوقاف المصرية، ودار الإفتاء، على إعداد خطة وإطلاق حملة لمواجهة فوضى الفتاوى التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة، وشغلت مواقع التواصل والرأي العام المصري، وكان آخرها الجدل الذي أثاره الداعية الأزهري صبري عبد الرؤوف بتحليله معاشرة الزوج لزوجته المتوفاة، إذ فسّر الداعية الأزهري دعوته بأن الأمر حلال، لكونها زوجته، ولا يُعدُّ زنا، موضحًا أن هذا الفعل يُسمى "مضاجعة الوداع".

ولم تتوقف الفتاوى الغريبة في مصر عند "مضاجعة الوداع"، حيث أكدت الداعية سعاد صالح، أن هناك فقهاء أصدروا فتاوى تُجيز "معاشرة البهائم"، كما أجاز عبد الرؤوف في فتوى أخرى تصوير العلاقة الجنسية بين الزوج وزوجته، بدلًا من استخدام الأفلام الإباحية، وغيرها من الفتاوى المثيرة للجدل، والتي وصفها الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف المصري، بأنها "تسيء للإسلام".

الأمين العام للفتوى لدار الإفتاء المصرية، الدكتور خالد عمران، كشف عن خطة الدار لمواجهة هذه الظاهرة، وتتمثل أولًا في الرد على سلسلة الفتاوى الشاذة التي أصبحت منتشرة في مصر، والتي كان آخرها تحريم تحية العلم من خلال سلسلة أحاديث يتم بثّها عبر الإعلام الرسمي للدولة، والقنوات الخاصة بالمؤسسة الأزهرية.

وأشار عمران في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، إلى أن الخطوة الثانية تتمثل في دعم ومساندة أي قرار تتخذه الدولة للحد من ظاهرة فوضى الفتوى، ومنها قرارات المجلس التشريعي لإصدار قانون يحد من هذه الظاهرة، فضلًا عن دعوة الرأي العام لبناء ثقافة محترمة في عمليات الإفتاء لتتم بطريقة صحيحة.

وأضاف أن دار الإفتاء تؤيد وجود مشروع قانون للحد من ظاهرة فوضى الفتوى تقره اللجنة الدينية في مجلس النواب، داعيًا جميع المؤسسات التعليمية لدعم نشر الفكر الصحيح.

وقال: إن دار الإفتاء تتلقى العديد من التساؤلات من الجمهور، لذلك تسعى للتوسع في التواصل مع الشباب عبر قنوات التواصل الاجتماعي ومنها صفحة "دار الإفتاء" على "الفيسبوك" التي تعدى عدد المشتركين فيها  6 ملايين متابع.

وتابع الأمين العام للفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الفترة المقبلة ستشهد انتشارًا لعلماء دار الإفتاء في الفضائيات المختلفة لمواجهة الشيوخ المجهولين دائمي الظهور بالقنوات، لإيصال رسالة البيان التعليمية  لصحيح الدين.

من جانبه، قال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة مكرم محمد أحمد، إنه سيصدر قرارًا بمنع البرامج التي تتعرض لمثل هذه القضايا، داعيًا الأزهر الشريف للتحقيق في كل هذه الفتاوى وإصدار بيان واضح بشأنها.

وأشار مكرم إلى أن قرار منع الدكتور صبري عبد الرؤوف من الظهور على الشاشات، أو المشاركة في البرامج الإذاعية سيستمر حتى ينتهي الأزهر من تحقيقاته، لافتًا إلى أن المجلس أصدر خطابًا للقنوات الفضائية بمراعاة اختيار الضيوف والاعتماد على علماء من الأزهر والأوقاف لمناقشة القضايا الشرعية.

وقال رئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، الدكتور أسامة العبد، إن اللجنة تعكف على مشروع قانون لتنظيم الفتوى وضبطها وتجريم إصدارها من قبل الجماعات السلفية والمتطرفة، دون تصريح من الجهات المختصة المتمثلة فى الإفتاء ومؤسسات الأزهر، إضافة لوضع آلية لمواجهة الشاذ منها وعقوبات لمن يصدرها ويروج لها، بعد تكرار الفتاوى المتشددة والمتطرفة والغريبة.

وأشار إلى أن قانون تقنين الفتوى يأتي لمواجهة التطرف والتشدد والتكفير، ويعد ضمن أولويات اللجنة لتجديد الخطاب الديني، بالتنسيق مع وزارة الاوقاف ودار الإفتاء المصرية ومؤسسة الأزهر.

التالي