وسط تأييد للخطوة.. ردود فعل واسعة على إيقاف برنامج داوود الشريان المثير للجدل

هيمن إيقاف قناة "إس بي سي" السعودية الحكومية، بث حلقة يوم الأحد من "برنامج داوود الشريان" المثير للجدل، ردود فعل واسعة في المملكة، وسط تأييد واسع للخطوة التي سرت أنباء بأنها تعني إيقافًا نهائيًا للبرنامج.

وتصدر الحديث عن خطوة قناة "Sbc" الرسمية، نقاشات السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك آلاف منهم في التفاعل مع الوسم "#ايقاف_برنامج_داود_الشريان" بموقع "تويتر" الأكثر جذباً لنقاشات السعوديين الجادة.

وشاركت نخب سعودية عديدة تضم كتاباً وإعلاميين وأكاديميين من مختلف التخصصات وحتى أمراء، في التعليق على الحدث عبر تأييد الخطوة والدعوة لأن تشمل البرنامج بأكمله، بعد أن أثار منذ بدء بث أولى حلاقاته قبل أسبوعين، جدلاً واسعاً وانتقادات يطالب أصحابها بإيقاف عرضه.

وقالت الكاتبة السعودية هيلة المشوح، في تعليق ساخر على عدم بث حلقة برنامج الشريان "#ماحنا_بساكتين، يقال انه سكت !"، في إشارة لعبارة الشريان خلال ترويجه للبرنامج عندما قال باللهجة المحلية "تبونا نسكن.. ما حنا بساكتين".

ودعت الكاتبة والإعلامية السعودية، منيرة المشخص، إلى فتح تحقيق حول البرنامج وعدم الاكتفاء بإيقاف بثه، "#ايقاف_برنامج_داود_الشريان الله يسعد ولاة أمرنا صبرهم مثل صبر الجبال الشامخة وغضبهم غضب الأسود ننتظر بعد ذلك فتح تحقيق كامل في ٦ حلقات التي عرضت والتجاوزات التي حصلت فيها من إساءة للوطن وأهله وإظهاره بأبشع صوره وعقبال كل من سجل مقطع أو كتب تغريدة ينال من خلالها السعودية بسوء".

وعلق الكاتب السعودي شجاع المطرفي الهُذلي في سياق مماثل لزميلته ومواطنته المشخص، وكتب قائلاً "شكراً جزيلاً للمواطن الحر الشريف، شكراً جزيلاً لدولتنا حفظها الله، نطلب من دولتنا ولها منا الاحترام والطاعة و الولاء، هذا البرنامج أساء لنا مواطنين وحكومة نطلب فتح تحقيق مع مقدمة ومعدة ومن إجازة وافق ع مضمونه ومحاكمتهم شرعا، ومنع مقدمة من ممارسة أي عمل إعلامي".

وانضم الأمير والكاتب السعودي الشاب، سطام بن خالد آل سعود، إلى قائمة المؤيدين لإيقاف بث البرنامج، وقال في تعليقه "هناك فرق بين النقد وبين التمادي، برنامج يستحق الإيقاف لا يقدم شيئًا مفيدًا ونشكر الجهات المختصة التي قامت بذلك".

وشارك الأمير ورجل الأعمال السعودي، الدكتور خالد بن عبدالله بن فهد بن فرحان آل سعود، في تأييد إيقاف البرنامج، وقال في تعليق قصير "#ايقاف_برنامج_داود_الشريان أبركها من ساعة".

وبثت القناة ست حلقات في الأسبوعين الماضيين، تناول فيها الإعلامي السعودي المخضرم داوود الشريان، والذي يحمل البرنامج اسمه، قضايا محلية حساسة، بينها هروب الفتيات من ذويهن لخارج المملكة، والأحياء العشوائية.

وثار جدل واسع عقب كل حلقة من الحلقات الست تقريباً، لكن حلقتا الأحياء العشوائية وهروب الفتيات، جرتا على الشريان سيلاً من الانتقادات والاتهامات بالإساءة لصورة المملكة في الخارج من خلال تصوير المملكة كمان تنتشر فيه الأحياء العشوائية والمخدرات بينما تهرب فتياته بحثاً عن حرية مفقودة على حد وصف منتقديه.

ويشكك عدد من المدونين السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي، بمصداقية القصص التي عرضها الشريان في حلقاته، ونشر بعضهم صور ومقاطع فيديو لضيوف في حلقات برنامج الشريان، تدعم تشكيكهم ذلك.

ومقابل الانتقادات التي انهالت على الشريان، هناك عدد من السعوديين دافعوا عن البرنامج، والمواضيع التي تطرح فيه، وبينهم عدد من زملاء المهنة، ساندوا الشريان لمواصلة تقديم البرنامج من جهة، وتقبل الانتقادات والاستفادة منها من جهة أخرى.

ودافع عثمان العمير، وهو واحد من أبرز الإعلاميين السعوديين المقيمين في الخارج، عن زميله الشريان، وقال قبل إيقاف بث برنامج زميله بيومين "الحملة المغولية الظالمة،على داوود الشريان، كونه مارس العمل الإعلامي، بحق وحقيق، لا يستحقها هذا الرجل.. نعم إختلف معه، وأنا كذلك لا أتفق معه، لكن لا تتدخل فيما لا شأن لك فيه عن وظيفة ومفهوم الإعلام ورسالته ..!".

ولم يصدر أي توضيح رسمي يكشف طبيعة إيقاف البرنامج، لا من إدارة القناة ولا من وزارة الإعلام ومؤسساتها، بما في ذلك هيئة الإذاعة والتلفزيون، التي يرأسها الشريان ذاته.