خبراء: مصالح إيران وأمريكا تقود لاتفاق نووي قريب
خبراء: مصالح إيران وأمريكا تقود لاتفاق نووي قريبخبراء: مصالح إيران وأمريكا تقود لاتفاق نووي قريب

خبراء: مصالح إيران وأمريكا تقود لاتفاق نووي قريب

يرى خبراء أن التوصل لحل وسطي بشأن الملف النووي الإيراني بين طهران ودول مجموعة (5+1) بات الآن "في متناول اليد"، في ظل المساعي الأمريكية والإيرانية لتحقيق اتفاق يخدم مصالح البلدين.

ويقول الخبراء إن "السبب الأول الذي يبرر ارتسام حل وسط بين الطرفين، هو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يريد أن يكمل مدة ولايته بتحقيق تقارب بين الولايات المتحدة وبين بلد صاعد كان من حلفائها الرئيسيين، مع الاعتماد على الخصوص على القوات المسلحة الإيرانية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، حيث لا تتوفر أي رغبة في إرسال قوات برية".

وأضافوا "السبب الثاني هو أن القادة الإيرانيين بحاجة إلى هذه التسوية، لأن بلادهم تختنق بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها، فمن دون هذه العقوبات، يمكن لإيران أن تفرض نفسها بسرعة كأول قوة في الشرق الأوسط، حيث أصبحت بالفعل قوة لا مفر منها".

وتشير صحيفة "لبيراسيون" الفرنسية، إلى أن "الإصلاحيين في طهران يريدون اتفاقا، لأنهم يرغبون في تحديث البلاد، ورفع مستوى معيشتهم، ولهذا السبب انتُخِب حسن روحاني، وهو واحد منهم، لرئاسة الجمهورية في حزيران/ يونيو 2013.. المحافظون، وعلى رأسهم المرشد الأعلى، يقبلون بضرورة الحل الوسط، لأن السلاح النووي يمكن أن ينتظر بعض الوقت، ولأن إيران الشيعية لا تستطيع أن تستمر في تمويل تطوير نفوذها الإقليمي من دون استعادة مواردها المالية".

وتضيف أن "المحافظين والإصلاحيين والسكان، أي أنها كامل إيران التي تطمح اليوم إلى رفع العقوبات، ومن ثم إلى حل وسط حول الملف النووي، وهو ما يعمل عليه البيت الأبيض ليلا ونهارا، لأنه ما الذي يمكن أن تكون خياراته الأخرى غير هذا الخيار؟".

وتستبعد الصحيفة اللجوء إلى خيار قصف المواقع النووية الإيرانية، "كما يتمنى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ففضلا عن أن نجاح مثل هذه العملية لن يكون مضمونا لأن هذه المواقع مدفونة في أعماق موغلة في باطن الأرض، يعني القصف فتح ديناميكية لا يمكن التنبؤ بعواقبها، وتأخير حصول إيران على القنبلة التي تتقن بالفعل تكنولوجيتها، ثم أن مجرد الاحتفاظ بالعقوبات ليس خيارا أيضا ما دامت الصعوبات الاقتصادية لم تمنع الجمهورية الإسلامية من تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخها".

وتتابع أنه "بالنسبة لواشنطن وطهران، العقل يرجح إعطاء الوقت للوقت من خلال السعي إلى اتفاق يجمد لنحو 12 عاما القدرات النووية الإيرانية عند مستوى يتطلب منها سنة كحد أدنى للانتقال من إمكانية التزود بقنبلة إلى مرحلة تطويرها الفعلي".

وترى أن "هذا الحل الوسط يرتكز إلى رهانات ثلاثة، أولها أن لا شيء يضمن أن الكثير من البلدان السنية، وعلى رأسها السعودية وتركيا، لن تشرع بدورها في رحلتها نحو القنبلة، خوفا من أن تمتلكها إيران الشيعية عند انتهاء هذا الاتفاق، وهذا من شأنه أن يحول الشرق الأوسط إلى بؤرة نووية".

وتقول الصحيفة إنه "ليس من المؤكد أيضا أن رفع العقوبات سيعزز المعسكر الإصلاحي في طهران حتى تصبح سياسة إيران الإقليمية مستساغة أكثر في عيون العواصم والسكان السنة، في حين أصبحت فارس القديمة هي بالفعل القوة المهيمنة في لبنان من خلال حزب الله، وفي اليمن من خلال الحوثيين الشيعة، وفي العراق وسوريا من خلال دعمها العسكري للأنظمة الحالية".

وتلفت إلى أن "العالم السني ربما يرى في التقارب الأمريكي الإيراني ما يجبره على مواجهة الشيعة على نحو غير مسبوق، سواء ضد إيران نفسها أو ضد حليفيها، النظام في دمشق وحزب الله اللبناني، وضد كل الشيعة في المنطقة، سواء الغالبية منها في العراق والبحرين، أو الأقلية منها في السعودية وسوريا".

وتخلص الصحيفة في تحليلها إلى القول إنه "لا أحد يقول على الإطلاق أن نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لا يزال قويا بما يكفي لدفع السنة والشيعة إلى تسوية مؤقتة، بسعيها الحفاظ على توازن القوى بين هذين المعسكرين. وهذا هو الرهان الثالث، وهو الرهان الذي لا تؤمن به فرنسا كثيرا، وهو ما جعلها تختار بدورها، تعزيز السنة ضد إيران، من خلال تعزيز الجيشين اللبناني والمصري، اللذين تمولهما السعودية. وسواء حدث تسوية نووية أم لا، فإن الحروب الجديدة في الشرق الأوسط ليست سوى في بدايتها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com