محللون يستبعدون اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية
محللون يستبعدون اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربيةمحللون يستبعدون اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية

محللون يستبعدون اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية

شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأيام الماضية، تسارعا في وتيرة الأحداث والإجرام من قبل المستوطنين بين حرق للرضيع "علي دوابشة" في دوما جنوب نابلس، إلى اقتلاع الأشجار والاعتداء على المزارعين، رافقها إقدام الجيش الإسرائيلي على قتل الشاب "ليث الخالدي" في مخيم الجلزون والشاب "محمد المصري" في قطاع غزة.

جريمة الرضيع دوابشة، لاقت ردود فعل غاضبة من قبل القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، الذي أكد مضي الفلسطينيين على تقديم ملف خاص بجريمة إحراق الرضيع دوابشة لمحكمة الجنايات الدولية، في الوقت الذي سارعت إسرائيل على لسان رئيس الدولة ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو لإدانة إحراق دوابشة، واعتبار الجريمة "عملا إرهابيا مدانا".

إلا أن تصاعد الأحداث وردود الفعل الغاضبة من قبل الفلسطينيين، الذين اشتبكوا بمواقع الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي والطرق الالتفافية مع المستوطنين، مازال يجعل خيار اندلاع انتفاضة ثالثة مستبعدا، وفق ما أكده محللون سياسيون لشبكة "إرم" الإخبارية.

خيار مستبعد

وأكد الكاتب في جريدة "الأيام"، أكرم عطا الله، أن "خيار اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية يبدو مستبعدا في الوقت الحالي، عازياً ذلك لحاجة الفلسطينيين لحالة من التفاهم الكلي والجمعي المفقود نتيجة الانقسام الداخلي.

وأشار عطا الله، في حديث مع شبكة "إرم" الإخبارية، إلى أن "الضفة الغربية تعج بالخلافات بين حركتي فتح وحماس، فحماس لا تريد أن تكشف عن قواتها في الضفة ولا أن تخدم السلطة، وكذلك لا تريد السلطة أن تشارك حماس بأي فعل يحسب لها على الأرض"، مؤكدا أن ذلك "جعلها تخشى أن يحدث في الضفة ما حدث في غزة إثر تعاظم قوة حماس هناك، وبالتالي فإن ذلك يعطل قيام انتفاضة حقيقية ثالثة".

وأوضح، أن إسرائيل سارعت لإدانة حرق المستوطنين للطفل دوابشة وعائلته، حتى تفصل بين الجريمة الصغرى والجريمة الأكبر المتمثلة بالاستيطان، ووجود الاحتلال على الأرض الفلسطينية أو الصمت على الجريمة الكبرى بالمحاسبة على الجريمة الصغرى.

وأكد عطا الله، أن من "الضروري على الفلسطينيين عدم تجزئة القضية الكبرى المتمثلة بالاستيطان عبر الإعلان عن محاكمة مرتكبي جريمة إحراق دوابشة في الجنائية الدولية". مشددا أن "محاكمة الفاعلين وحدهم هو حل بالتجزئة لن يحمي الفلسطينيين، بل إن ما يحتاجه هو الحل بالجملة، لأن كل مستوطن في الضفة الغربية هو مجرم حرب بالقانون الدولي وفي هذا يجد الفلسطيني دعما دوليا، وأن الحل العملي هو نقل ملف الاستيطان برمته نحو الجنائية الدولية لأن الملف بالكليات هو جريمة وقضية رابحة بالنسبة للفلسطينيين، وهذا تخشاه إسرائيل بشدة".

ربيع فلسطيني

وأوضح عطا الله، أن "المطلوب ربيعا فلسطينيا ضد الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي، والتحرك الجماهيري بعشرات الآلاف"، مؤكدا "ليس مطلوبا أن تدخل في صدام عسكري أصبح بحكم الواقع أشبه بالمغامرة الانتحارية".

واتفق الكاتب والمحلل السياسي د.أحمد رفيق عوض مع عطا الله، باستبعاد إمكانية حدوث انتفاضة ثالثة نتيجة الانقسام الفلسطيني، الذي يشكل مانعا أمام استراتيجية موحدة وبرنامج سياسي ووطني وهدف واحد.

وأكد عوض لشبكة "إرم" الإخبارية، أن "هناك نوعا من التراخي والكسل أصيب به الشعب الفلسطيني، فالسلطة تنوب عن الجمهور وتقود عمله النضالي، ولديها رؤيا تقوم على التفاوض والحوار والشرعية الدولية"، منوها إلى أن هذه السياسة قد لا تحقق آمال الجهور الفلسطيني".

ونوه، إلى أن "التوحش الإسرائيلي عبر ردود الأفعال القاسية والعنيفة في استخدام القوة المفرطة تحت سياسة (إعادة الهيبة) سيحول دون اندلاع انتفاضة"، مؤكدا أن "التصعيد القادم سيقتصر على احتكاكات وتوترات بين الفلسطينيين والاحتلال لا انتفاضة شاملة".

تفاعل بطيء

وعلق عوض، على التوجه الفلسطيني للجنائية الدولية في قضية الرضيع دوابشة، قائلا إن "السلطة الفلسطينية ماضية في قضية التدويل ولكن بالتدريج البطيء واستثمار أية قضية أو جريمة يرتكبها الاحتلال ومستوطنيه سياسيا"، مؤكدا أن ردود الفعل الفلسطينية مثل "التفاعل الكيميائي بطيئة، فالجمهور الفلسطيني قد يتراخى ويتكاسل، ولكن سيرد على جرائم المستوطنين إلا أن الرد ممكن أن يكون متأخرا".

وحول ردود الفعل الإسرائيلية على جريمة إحراق الرضيع دوابشة، شدد عوض على أن إسرائيل "قادت حملة علاقات عامة ذكية جدا لدرجة يجب على الفلسطينيين أن يتعلموا منها رغم كذبها"، موضحاً أن "ردود الفعل الإسرائيلية كان سريعة، وتهدف لامتصاص غضب الجمهور الفلسطيني وتبيض الوجه الإسرائيلي أمام العالم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com