جمهورية الموز ومنع أصالة
جمهورية الموز ومنع أصالةجمهورية الموز ومنع أصالة

جمهورية الموز ومنع أصالة

عبد الرحمن الراشد


طبعا، «السلطات اللبنانية» نفسها كلمة فضفاضة، وكذلك مصطلح «الجيش اللبناني»، وقد يعني في ما يعنيه طوائف داخله، أو مجرد واجهة لجماعات تدير شؤونها أو تعمل لمصالح أجنبية، تحديدا إيرانية وسورية. وما الزج بالجيش اللبناني في معارك «حزب الله» والنظام السوري في عرسال، ليكون كبش الفداء، إلا دليل على محاولات تحويل لبنان إلى مسلخ لهذه القوى المتوحشة التي لا تحترم العهود أو المواثيق الدولية.


ومع أن العالم نفد صبره من تنظيمات إرهابية مثل «داعش» و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، التي استغلت الفوضى، ودخلت التراب السوري، فإنها ليست غريبة ووحيدة، تخطف وتذبح وترتكب الجرائم بحق المدنيين. تاريخيا، «حزب الله» هو من أسس لمدرسة العنف الإقليمي. له سجل مروع على مدى ثلاثين عاما في الثمانينات ضد عرب وأجانب، مثل خطفه وقتله ويليام بكلي من السفارة الأميركية في بيروت. وتلت ذلك عشرات الجرائم، مثل خطف رجل الدين لورنس جينكو، ولاحقا القس تيري وايت، واختطف البريطاني جيفري ناش، والكاهن الآيرلندي نيكولاس كلويتزر، ورجل الأعمال البريطاني أليك كولت. واستهدف «حزب الله» فرنسا بالتفجيرات، وخطف نائب القنصل الفرنسي مارسيل كارتون ومرافقه، مطالبا بفدية مالية ووقف تسليح العراق وحظر التعامل مع «مجاهدين خلق». أليس هذا ما يفعله «داعش» وتلاحقه دول العالم؟


ولم تتوقف الانتهاكات إلى اليوم، حيث يتم خطف المعارضين، وقتل السياسيين المفكرين، وإرهاب المؤسسات الإعلامية. الفارق بين «داعش» السني، و«داعش» الشيعي، أي «حزب الله»، فقط مجرد فيديو.


سوريا، أيضا، تريد أن يبقى لبنان جمهورية للموز، بلا سيادة، رهينة لميليشياته، ومعطلة رئاساته، يُستخدم جيشه ومؤسساته الأمنية بالنيابة، كما رأينا، فإنه من عجز سوريا لجأ إلى إيقاف الفنانين وملاحقة الإعلاميين، مستخدما الأجهزة اللبنانية التابعة له.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com