السيسي والألتراس
السيسي والألتراسالسيسي والألتراس

السيسي والألتراس

شوقي عبد الخالق

 يبدو أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أخطأ بشعوره بخطورة الموقف بعد مظاهرات رابطة ألتراس أهلاوي وتجمعها الحاشد في ملعب مختار التتش، ودعوتها لمحاكمة المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق.

انتقد الكثيرون مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكأنه أخطأ عندما شعر بمطالب هذه الفئة من الشباب التي تعاني بعد وفاة 72 من أعضاء الرابطة وجماهير الأهلي في لقاء المصري "المأساوي" في استاد بورسعيد، يوم الأول من فبراير 2012.

السيسي أطلق مبادرة، أخطأ الكثيرون في فهمها، فقد طالب أعضاء الرابطة بتشكيل وفد من قياداتها وأعضائها للاطلاع على التحقيقات في مجزرة استاد بورسعيد، وشرح رؤيتهم للرأي العام، فيما يتعلق بوجود مجاملة لأي شخص أو مسؤول، أو عدم التحقيق في واقعة تقصير بعينها، من أجل إزالة اللبس الذي يسيطر على المشهد لدى الرابطة.

ولأننا لم نعتد على سياسة الحوار في بلادنا العربية، فاجأت الرابطة الجميع ببيان أعلنت خلاله مد يديها للوطن، ولكنها أدارت ظهرها للصلح، ورفضت الحوار مع رئاسة الجمهورية، وطالبت بإعادة فتح التحقيقات، وكأنا تشكك في أحكام القضاء، بل وطالبت بالعودة للمدرجات، وكأنه السبيل الوحيد لإثبات الولاء للوطن.

في عهد الرئيس السيسي، أقيمت بعض المباريات بحضور جماهيري وخرجت بنجاح باهر، ومنها على سبيل المثال بطولة أمم أفريقيا لكرة اليد، وأيضاً لقاءات منتخب مصر بتصفيات أمم أفريقيا 2015، ولكن لماذا نجحت وخرجت بسلام رغم كثافة عدد المشجعين؟ الإجابة ببساطة: لأن الألتراس لم تظهر في أي مباراة بها.

روابط الألتراس.. مسؤولة عن المشهد الذي وصلت إليه الرياضة المصرية، بعد أن سمحت للكثيرين باختراقها سياسيا،ً لتصبح وسيلة للمعارضة وإبداء الآراء السياسية في موضع بعيد تماماً عن السياسة، وهو ملعب كرة القدم.

كيف تعود الجماهير للمدرجات والروابط لا تعترف بأخطائها وتعمل على تصحيحها؟ الحل الأمثل حالياً، أن تعلن هذه الروابط، إذا كانت صادقة في مد يديها للوطن، حل نفسها، أو إصدار بيانات مصارحة، بشرح أخطائها للرأي العام، والعمل على تصحيحها بكل قوة.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com