اللاجئون السوريون يفجرّون الهرمونات الأنثوية لدى الفتيات الكنديات
اللاجئون السوريون يفجرّون الهرمونات الأنثوية لدى الفتيات الكندياتاللاجئون السوريون يفجرّون الهرمونات الأنثوية لدى الفتيات الكنديات

اللاجئون السوريون يفجرّون الهرمونات الأنثوية لدى الفتيات الكنديات

يبدو أن شعب كندا المضياف خاصة العنصر النسائي، بالغ في احتضان اللاجئين السوريين، حتى بات بعضهم يتذمر من إقبال فتيات البلاد على الوافدين الجدد.

وضاح ورغدة هنداوي نجيا من الحرب الأهلية في سوريا، وفرا من الدمار الهائل في حلب بأطفالهما إلى الأمان النسبي في لبنان، وعلى مدار ثلاث سنوات تسرب أبناؤهم المراهقون من التعليم لتوفير لقمة العيش للأسرة.

وجاءت ساعة حظهم بالهجرة إلى كندا، إلا أنه لم يكن في استقبالهم بمطار هاليفكس مسؤولو الهجرة ولا الإخصائيون الاجتماعيون؛ بل كفلاؤهم الذين لم يكونوا سوى بعض السكان المحليين الطيبين الذين تكبدوا عناء جمع المال لكفالة الأسرة على مدى الـ12 شهرا القادمة.

وبالفعل، وصلت أسرة "هنداوي" إلى المدينة الساحلية الصغيرة شلبورن بمقاطعة نوفا سكوشيا؛ بينما كانوا يرتدون سترات التزلج الجديدة تحت أشعة الشمس في فصل الشتاء قبالة تساقط الجليد في فبراير، وكانوا السوريين الوحيدين بالقرية، ولم يعرفوا ما يخبأه لهم المستقبل.

وكانت القسيسة جوانا ماكفادين على علم بأسماء وأعمار أفراد العائلة التي ستساعد في كفالتهم، لكن لم يكن لديها علم بما سيحدث لهم بعد ذلك، فهي بالتأكيد لم تستعد للمكالمة التى وردتها بعد ثلاثة أيام من بدء الأبناء الثلاثة سعد (18عامًا)، ومحمد (16عامًا) وأحمد (15عامًا)، الدراسة في مدرسة شلبورن الثانوية الإقليمية.

وقالت القسيسة لـ"الغارديان": "تلقيت اتصالاً من مديرة المدرسة تخبرني بوجود مشكلة، فلما سألتها: ما الخطب؟، أجابت: حسنًا، كل الفتيات الآن يطاردن الفتيان السوريين، هذا لم يخطر ببالنا، ولكن علينا الآن اكتشاف بعض الأمور".

وأوضح محرر "الغارديان": "عندما أخبرتني جوانا بهذه القصة، بعد مرور 6 أشهر، خلال العشاء الذي أقامته أسرة هنداوي لكفلائهم، كان محمد يستعرض عضلاته، والتي توضح مدى سحره على الفتيات المحليات، صحيح أن الفتيان الثلاثة كانوا بالفعل في غاية الوسامة، ومحمد تحديدًا كان على دراية بذلك، إلا أن تأنقه المبالغ فيه لم يكن يدعو الناظر إليه إلا للإعجاب به أكثر".

ومع شيوع صيت أبناء أسرة هنداوي في المدرسة، استعانت جوانا بمترجم لبناني متطوع، والذي كان يمتلك محلاً للبيتزا، لتحاور والد وضاح ورغدة.

وتقول: "لقد كان وجهه شاحبا عندما قلت له: لدينا مخاوف حيال وضع الأولاد في المدرسة، حيث أن كل الفتيات يلاحقن أبناءك، وهذا نوع من الانفتاح".

واضطرت الحكومة الكندية بعد الوفاء بوعدها باستقبال 25 ألف سوري، لاستقبال المزيد بعد احتجاجات قام بها المستعدون لكفالة بعض الأسر، والذين جمعوا مئات الآلاف من الدولارات ووقعوا عقود إيجار منازل للاجئين.

ووصل للأراضي الكندية أكثر من 30 ألف سوري منذ نوفمبر الماضي، باستثناء مدينة كيبيك التى لديها برنامجها المستقل لتوطين اللاجئين، وأكثر من نصف هذا الرقم تقريبًا تتم كفالته عن طريق القطاع الخاص.

وبينما توطن الحكومة اللاجئين في المدن الكبيرة في أغلب الأحوال، إلا أن الأسر التي تتم كفالتها من القطاع الخاص قد ينتهي بها الحال في أي مكان.

وفي أكثر من 300 منظمة حول البلادن تضافرت جهود المحليين لتوفير السكن، ودروس اللغة الإنجليزية، ودروس القيادة، ودورات مكثفة في الأعراف والعادات الكندية، والأهم من ذلك: "الصداقة".

وعلى عكس باقي دول العالم، فإن الكنديين تحركوا لفعل ما يستطيعون فعله.

وقالت ناعومي البويم، مؤسس مشارك في جمعية "لايف لاين سوريا" في تورونتو، لـ"الجارديان": "عندما أصبح الأمر ظاهرة عامة؛ لم تتوقف هواتفنا عن الرنين.. نحن لا نستطيع مواكبة المكالمات الهاتفية والإيميلات التي تصلنا من أناس يريدون المساعدة".

وتعمل جمعية "لايف لاين سوريا" على حشد وتدريب الكفلاء، وكانت تكفل هي بنفسها أسرتين، ولها دور رئيس وفعال في التحركات الأولى من عمليات الكفالة، والتي تسببت في تغيير وجه كندا على مدار 40 عامًا مضت.

وفي الفترة من العام 1979 حتى العام 1981، استقبلت كندا 60 ألف لاجئ من فيتنام وكمبوديا ولاوس، وتمت كفالة نصفهم.. وكانت ناعومي هي الموظفة المسؤولة عن البرنامج في أونتاريو.. وتقول: "منذ ذلك الحين؛ أصبحت الكفالة جزءًا من الحمض النووي الوطني".

وأضافت ناعومي: "أعتقد أن الجميع في كندا، يعرف أو يرتبط بشكل ما باللاجئين سواء جيران أو زملاء أو أصدقاء أو أقارب أو هم أنفسهم.. ورأى الجميع كيف اندمج الفيتناميون في المجتمع بشكل جيد جدًا.. ومما يثلج صدري حقًا؛ أن أرى العديد من اللاجئين الفيتناميين الذين كفلتهم جمعيتي سابقًا يسعون الآن ليكفلوا اللاجئين السوريين".

ولكن السؤال هنا الآن: "هل فعلا الكنديون معافون تمامًا من تلك المخاوف التي تخص "الإسلاموفوبيا" الشائعة جدًا في بلاد أخرى؟"، ليس تمامًا؛ فعندما تم سؤال المواطنين في شلبورن حول "ما إذا كانت هناك أي معارضة أو حتى عدم ارتياح لاحتمال وجود الأسرة المسلمة التي استقرت وسطهم؟"؛ وجد أن هناك القليل من التعصب.

والآن بعد مرور أكثر من ستة أشهر، توجد عائلتان سوريتان في شلبورن.. وقد فاجأ وضاح  كفلاءه   بقبوله لعمل جزئي بتعبئة البيرة في مصنع محلي، فيما افتتح اللاجئ الآخر علاء النجار صالونًا للحلاقة في الشارع الرئيس.

والآن، ماذا عن أبناء هنداوي الذين أطلقوا العنان دون قصد لكل هذه الهرمونات الأنثوية في المدرسة الثانوية المحلية؟.

شرحت جوانا للفتيات كيف أن السوريين لديهم عادات ثقافية مختلفة؛ وعليهن أن يتحلين بالعقل والصبر، فيما علق محمد قائلاً: "هذا جيد بالنسبة لي؛ فأنا أتعب في كل مرة أذهب فيها للمدرسة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com