حملة أمنيّة ضد الفتيات غير المحجّبات في طهران

باشرت دوريات الشرطة الإيرانية، الأحد، في تطبيق خطة جديدة لملاحقة الفتيات اللاتي يرفضن ارتداء الحجاب أثناء قيادة السيارات في العاصمة الإيرانية طهران.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن العشرات من رجال الشرطة أو ما يُعرف بدورية "شرطة الأخلاق"، انتشرت بالعديد من الشوارع العامة في طهران، وقامت بتوقيف المئات من الفتيات بحجة عدم ارتدائهن الحجاب أثناء قيادة السيارات.

وطبقًا لقواعد السلوك والتصرف في إيران، فإن كل من يخالف تلك القواعد، قد يواجه خطر سحبه إلى سيارة "دورية الإرشاد" ونقله إلى "مؤسسة للإصلاح"، حيث يقوم على تعليم "المخالفين" كيفية التصرف كـ"مواطنين صالحين"، وقد تصل العقوبة إلى المثول أمام القضاء أو دفع غرامة مالية.

وأوضحت وكالة أنباء "إيسنا" الإصلاحية، أن "بعض رجال الشرطة يرفضون مواجهة الفتيات غير المحجبات أثناء قيادتهن لسياراتهن، لأن ذلك يعد تدخلاً في حريتهن الشخصية".

وأضافت الوكالة أن "بعض الضباط أبلغوها دون الكشف عن هويتهم، أن مسألة عدم التزام الفتيات بالحجاب خصوصًا في طهران، أصبحت ظاهرة عامة لا يمكن مواجهتها".

ويبدي الرئيس الإيراني حسن روحاني معارضته لسياسة فرض ارتداء الحجاب المتبعة في بلاده عبر استخدام العسكر والشرطة، لكن الرئيس لا يمكن مواجهة الجهات الأمنية التي يهيمن عليها الحرس الثوري وبعض التيارات المتشددة.

وتمكنت مجموعة من الشباب الإيراني في منتصف شباط/فبراير الماضي، من تطوير تطبيق لنظام أندرويد، يتيح للإيرانيين تجنب "الشرطة الأخلاقية"، وقد شهد التطبيق إقبالاً كبيرًا من طرف الإيرانيين، لكن بعد 24 ساعة من طرحه، قامت السلطات الإيرانية بحجبه.

وأوقفت الشرطة الإيرانية في العام 2013، 3 ملايين امرأة لا يلبسن الحجاب، تم إجبار 207 آلاف منهن على توقيع اعتذار خطي،  كما تم إحالة قضية 18 ألفا إلى القضاء.

في سياق متصل، باشرت فتيات إيرانيات في نيسان/إبريل الجاري بحلق شعر رؤوسهن بشكل يشابه الرجال هرباً من الغرامة التي بدأت السلطات تطبيقها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، على الفتيات غير الملتزمات بالحجاب أثناء قيادة السيارة

وقالت في ذلك، مواقع إيرانية، إن "الفتيات لجأن إلى خيار حلق شعرهن وتقصيره بشكل يشبه الرجال هرباً من الملاحقة الأمنية لدفع غرامات بحجة عدم ارتدائهن الحجاب أثناء قيادة مركباتهن".

وكان المتحدث باسم الشرطة الإيرانية سعيد منتظر المهدي، أعلن في تشرين الثاني/نوفمبر عن بدء تنفيذ مرحلة حجز السيارات للفتيات غير المحجبات، مشيراً إلى أن مدة الحجز أسبوعًا واحدًا وبعدها يتم تحديد مبلغ الغرامة أو تحويل ملفات الفتيات غير المحجبات الى السلطات القضائية لتحديد مصيرهن.

وكان قائد شرطة المرور في العاصمة طهران، العميد سيد تيمور حسيني، أعلن في الشهر الماضي، أن الأجهزة الأمنية ستبدأ بوقف السيارات التي تقلّ فتيات غير محجبات، مشيرًا إلى ضبط نحو 40 ألف سيارة لفتيات غير محجبات أثناء قيادتهن السيارة خلال ثمانية أشهر الماضية.

ويفرض القانون الإيراني الحجاب على جميع النساء الإيرانيات، لكن أغلبهن يلتزمن فقط بارتداء غطاء رأس قصير يظهر الوجه والرقبة ويغطي الشعر جزئيًا، بينما ترتدي الفتيات والمراهقات ملابس ضيقة وأكثر تحررًا من الشادور أو المعطف الطويل الفضفاض، الأمر الذي يثير غضب المتشددين الذين يعتبرون هذا الأمر غزوًا ثقافيًا غربيًا ينتهك التقاليد والأعراف.