مقتل جندي مارينز في العراق يكشف الدور الأمريكي المخفي هناك
مقتل جندي مارينز في العراق يكشف الدور الأمريكي المخفي هناكمقتل جندي مارينز في العراق يكشف الدور الأمريكي المخفي هناك

مقتل جندي مارينز في العراق يكشف الدور الأمريكي المخفي هناك

 كشف مقتل جندي بحرية أمريكي بقاعدة سرية شمال العراق الدور المتنامي لمشاركة القوات الأمريكية في الصراع القائم.

وتعرضت منصة قذائف عسكرية أمريكية تضم 100 جندي بحرية، لقصف صاروخي الشهر الماضي شمال العراق، تسبب بمقتل رقيب، متأثراً بجراحه البالغة، وإصابة 8 منهم 3 أعيدوا لواشنطن.

وأسعف الرقيب إلى مدينة أربيل جوًا بطائرة عمودية، إلا أنه فارق الحياة ليصل جثمانه خلال أقل من 12 ساعة، إلى  أسرته  في "تيميكولا" في ولاية كاليفورنيا، ليكون القتيل الثاني في العراق، منذ أن أعلن الرئيس باراك أوباما استئناف المهام العسكرية منذ ما يقارب عامين.

وبعد الحادثة، بدأ الضغط على المسؤولين العسكريين للإفصاح عن سبب تواجد جنود للبحرية الأمريكية في تلك القاعدة، وما هي الأدوار التي يقومون بها، وحجم القوات البرية التي تعمل حقيقة على الأراضي العراقية. ما يطرح أسئلة حول تعهدات أوباما بمنع القوات البرية الأمريكية من الانخراط في الصراع القائم هناك.

وقال  شقيق الرقيب الذي عاد جثماناً "لا يمكن التصديق بعدم وجود مهام قتالية فقط لكون القائد الأعلى لقوات الجيش نفى ذلك"، وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز".

وعيّن الرقيب في الكتيبة الثانية، ضمن صفوف الفوج السادس من جنود البحرية، كوحدة خاصة تضم ما يقارب 2200 جندي من قوات البحرية الذين يتمركزون في ثلاث بارجات حربية في الخليج العربي، منذ تشرين ثالاني الماضي، كقوة برية تعنى بمهام التدخل السريع، حال حدوث أزمات في المنطقة.

وقبل عودة البوارج للشواطئ الأمريكية بأسابيع تم جدولة خطة عودة جنود البحرية، إذ أصدر القادة العسكريون أمراً يقضي بتأسيس قاعدة حربية صغيرة، شمال العراق بهدف حماية ما يقارب 5 آلاف عنصر من القوات العراقية التي تعمل بمشورة قادة الحرب الأمريكيين في قاعدة عسكرية أكبر  تدعى "كارا صور".

وتعمل القوات في "كارا صور" على استعادة الموصل من يد "داعش" التي يسيطر عليها منذ أشهر ويستمر في التقدم على مقربة من معسكرات قوات الأمن العراقية التي تحيط بالقاعدة الأمريكية. وعلى مقربة منها بنت البحرية "قاعدة بيل المدفعية" بعد تدجيجها بالمدافع الثقيلة.

وفي الأسبوع الماضي، قال الناطق الرسمي باسم القوات الأمريكية التي تقاتل داعش والمقيم في بغداد، العقيد ستيف وورين "تم اتخاذ قرار ارسال جنود البحرية إلى قاعدة المدفعية".  لكن الإعلان التفصيلي أرجئ إلى حين "استكمال التنقلات في منطقة شديدة الخطورة وذات حساسية عسكرية". ما اعتبره الأمريكيون حسب صحيفة "ذا نيورك تايمز" انحرافاً عن الطريقة التي تعامل بها البيت الأبيض والبنتاغون بشأن عمليات مماثلة لنشر قوات حربية  في العراق على مدار العامين الماضيين، وذلك حينما أعلنا رسميا عن توقيت إرسال القوات البرية بما فيها قوات العمليات الخاصة إلى العراق بوضوح تام.

لكن المسؤولين في البيت الأبيض اعتبروا هذه الحركة جزءا من "مهمة تقديم المشورة والمساعدة" المصممة لتوفير الدعم والحماية للقوات العراقية التي تحارب أعضاء تنظيم "داعش".

فيما قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن الدولي إيميلي هورن، في رد للصحيفة "إن هذا الأمر يختلف تماماً عن المهمة القتالية مع قوات المناورة التي نشرناها قبلاً في العراق".

وفي 19 آذار الماضي، بعد يومين من وصول القوات للقاعدة المدفعية "بيل"، قام مجموعة من المستشارين العسكريين الأمريكيين، بزيارة قوات الأمن العراقية في "كارا صور" المجاورة، للاطلاع على نتائج اختبار مدفعية المارينز الذي نُفذ بشكل سريع فور اكتمال نصاب القاعدة، حيث قال ضابط في الفرقة 15 في الجيش العراقي العقيد أحمد جاسم عطية "تعرضت القاعدة للهجوم من قبل صواريخ الكاتيوشا بعد 15 دقيقة من مغادرة المستشارين للمجمع"؛ ما يدل على اكتشاف مقاتلي "داعش" وصول قوات البحرية إلى جبهة القتال.

في السياق ذاته، لم يشر أي مسؤول عسكري إلى نية مغادرة قاعدة "بيل" بل صرحوا أنه من المحتمل أن يتم تشييد قواعد مماثلة كلما اقتربت قوات الأمن العراقية من الموصل.

 وبعد أيام من الهجوم الذي استهدف القاعدة، تم تعديل تسمية القاعدة من "المدفعية" إلى "قاعدة كارا صور الدفاعية" بعد تبرير مصادر في البنتاغون "أن مصطلح (قاعدة مدفعية) كان غير مناسب، وأعطى انطباعاً أن قوات المارينز تشارك في أعمال قتالية فعلية ومباشرة".

ووفق آخر تصريحات للبنتاغون: إن هنالك ما يقارب 5 آلاف جندي أمريكي في العراق ما يعد رقماً أعلى من الذي وضعه البيت الأبيض العام الماضي والذي يحد من عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق إلى 3780 جنديا فقط. ولكن وفقاً للسياسات العسكرية التي تم وضعها بعد أحداث 11 أيلول 2001، لا يتم احتساب الجنود الذين يخططون لقضاء أقل من 4 أشهر في أي منطقة حربية.

يذكر أن عدد الجنود الأمريكيين في العراق وصل في ذروة الحرب عام 2007 الى ما يقارب 165 ألف جندي موزعين على 500 قاعدة. وعند وصول أوباما للبيت الأبيض عام 2008، وعد بإيقاف التدخل الأمريكي في العراق، لتنسحب القوات تدريجياً حتى آخرها في عام 2011. ولكن سيطرة تنظيم "داعش" على الإقليم خلال العامين الماضيين، دعت أوباما لإرسال آلاف الجنود الامريكيين إلى العراق مجدداً.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com