الدبلوماسية النووية الروسية بالشرق الأوسط تؤرق إسرائيل
الدبلوماسية النووية الروسية بالشرق الأوسط تؤرق إسرائيلالدبلوماسية النووية الروسية بالشرق الأوسط تؤرق إسرائيل

الدبلوماسية النووية الروسية بالشرق الأوسط تؤرق إسرائيل

يحذر مجموعة من الباحثين والخبراء في "معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي"، مما وصفوه بأنه "دبلوماسية روسية نووية في الشرق الأوسط"، ويقدرون أن إسرائيل لا يمكنها تجاهل نزعة التسليح الشامل لدى جيرانها، بما في ذلك حصولهم على أسلحة روسية متطورة، فضلاً عن هرولتهم نحو امتلاك برامج نووية، زاعمين أن هذه البرامج "ستكون النواة الأساسية لتطوير المعرفة في هذا المجال، وغطاء لبناء قدرات نووية عسكرية".

ويلفت الباحثون مع ذلك إلى حقيقة حرص روسيا على الاحتفاظ بعلاقات إيجابية مع إسرائيل، حيث ترى أنها عنصر إقليمي مهم، كما ترى إسرائيل في روسيا لاعباً مركزياً في المنطقة، لذا ينسق الجانبان خطواتهما بهدف منع حدوث صدام بين قواتهما في الساحة السورية، معبرين عن اعتقادهم بأن هذا التنسيق لن يمكن إسرائيل من إقناع موسكو بتقييد الاتفاقيات التي توقعها مع الدول العربية الساعية لامتلاك برامج نووية.

وإلى جوار التدخل العسكري الروسي في سوريا، ومساع التوصل إلى حل سياسي، يعتقد خبراء المعهد الإسرائيلي أن لدى موسكو سياسة يمكن تسميتها بـ"الدبلوماسية النووية"، تعتمد على مساعدة العديد من الدول العربية في امتلاك برامج نووية سلمية للأغراض المدنية، والتحول إلى لاعب أساسي في السوق النووية بالشرق الأوسط، ما يفتح الباب للتعاون العميق بينها وبين دول المنطقة في هذا المجال.

وتعني هذه الخطوة من وجهة نظر الخبراء الإسرائيليين أن موسكو ستنقل المعرفة النووية إلى العديد من دول الشرق الأوسط، فضلاً عن بناء المفاعلات، ضمن محاولات روسية لتعميق علاقاتها مع دول المنطقة، بعد الجمود الذي كان قد نجم عما عرفت بـ"ثورات الربيع العربي"، لافتين إلى أن هذا التقارب يخدم الأهداف الروسية بالمنطقة وفي الساحة الدولية وفي مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية.

وسرد الباحثون بالمعهد، الدول التي بدأت تعاوناً نووياً مع موسكو، ووضعوا مصر على رأسها، غير متجاهلين الحديث عن التعاون الروسي – الإيراني في هذا الصدد، فضلاً عن الطلب الأردني المتزايد للطاقة، ما دفعه للبحث عن امتلاك برنامج نووي مدني بالتعاون مع روسيا، كما تطرق الباحثون إلى السعودية التي أعلنت عن مشروع نووي لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة، وغيرها من الدول الشرق أوسطية الطامحة في امتلاك برامج نووية.

وتخشى إسرائيل التقارب الروسي – العربي، "فضلاً عن المخاوف من العلاقات الروسية – الإيرانية"، في المجال النووي، وتقول إنها لا يمكنها غض الطرف عن امتلاك جيرانها العرب برامج نووية مدنية، ستصبح النواة الأولى لامتلاك المعرفة في هذا المجال، وربما تمهد الطريق أمام امتلاك برامج نووية عسكرية أو السعي إلى امتلاك القدرة على تخصيب اليورانيوم.

وتعول إسرائيل على تفهم الجانب الروسي لمخاوفها ومصالحها الأمنية والعسكرية، ولا سيما وأن العديد من الملفات السابقة شهدت حواراً بين الجانبين، وأبدت موسكو تفهمها لطبيعة المخاوف الإسرائيلية بشأن أسلحة محددة تزود بها دول تضعها إسرائيل في خندق الأعداء.

ومع ذلك، تتركز المخاوف الإسرائيلية في حقيقة أنها تتشكك في إمكانية استجابة موسكو لمطالبها بشأن تعاونها النووي مع العرب، حيث أن الأهداف الروسية في هذا الصدد، تعلو كثيراً عن إذعانها لهواجس إسرائيل الأمنية بشأن امتلاك جيرانها قدرات نووية مستقبلية.

ومن المرجح أن تفشل إسرائيل، التي لا تمتلك في المجمل أوراق ضغط فعالة ضد موسكو، في إقناعها بتقييد الاتفاقيات النووية بينها وبين الدول العربية، ولا سيما وأن وضع شروط مسبقة ربما يدفع هذه الدول إلى وقف تعاونها مع موسكو في هذا المجال.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com