ظهور قوي لقابوس يمهد لاحتفالات السلطنة بعيدها الوطني
ظهور قوي لقابوس يمهد لاحتفالات السلطنة بعيدها الوطنيظهور قوي لقابوس يمهد لاحتفالات السلطنة بعيدها الوطني

ظهور قوي لقابوس يمهد لاحتفالات السلطنة بعيدها الوطني

 منذ مغادرته البلاد للعلاج في ألمانيا في يوليو/تموز 2014 وعودته بعد ثمانية أشهر في مارس/آذار 2015 وحتى قبل ليلة الأحد الماضي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ومع كل مناسبة، دينية أو وطنية، تُفتح العيون ونوافذ الأمل واسعة، على أنّ السلطان قابوس سيظهر، هذه المرّة، ليشارك شعبه المناسبة، وهو الذي لم يتأخر في الظهور في معظم المناسبات.

لكن السلطان لم يظهر ولم يشارك، حتى في المناسبة الوطنية الأهم (العيد الوطني الرابع الأربعين) والذي يصادف يوم مولد السلطان (الثامن عشر من نوفمبر)، لم يظهر ولم يلقي خطاباً ولم يشهد لا عرضاً طلابياً ولا عرضاً عسكرياً كما هي عادته منذ توليه مقاليد حكم السلطنة عام 1970.

وكان العيد الوطني الـ44 (18 نوفمبر 2014) ناقصا وحزينا لأنّ من يوصف بوالد عُمان وباني نهضتها الحديثة كان بعيداً عن الأرض التي أحبها والتي أحبته.

لم يقلق العمانيون على راهنهم ولم يشغلهم المستقبل كما أقلقهم وشغلهم، على مختلف أجيالهم واهتماماتهم، شيوع خبر مرض السلطان ومغادرته البلاد في رحلة علاج إلى ألمانيا. يومها، يوم مغادرته البلاد وعلى مدى الأشهر الثمانية التي قضاها في الخارج، تعلقت أنظار العمانيين وأسماعهم بقنوات التلفاز والإذاعة المحلية، في محاولة اصطياد لأي خبر أو معلومة عن صحة السلطان وسير علاجه.

وبعد خمسة أشهر، ظهر السلطان، لأول مرة، في خطاب قصير متلفز من مقر إقامته العلاجية في ألمانيا، في الخامس من نوفمبر 2014  ليُطمئن الشعب على صحته ويهنئهم بالعيد الوطني الذي لن يتمكن من مشاركتهم إياه للمرّة الأولى.

تنفس العمانيون الصعداء؛ لأنّ السلطان بخير وفي صحة جيدة (بعد أن كانت شائعات قد تم تداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن حراجة الوضع الصحي له). ظهوره المتلفز ذاك دحض الشائعات لكنه لم ينهي القلق، فالرجل الذي ملأ دنيا العمانيين وشغل قلوبهم وأذهانهم لم يغب عن الحياة العامة في بلاده، على هذا النحو الطويل طوال سنوات حكمه الأربعة والأربعين.

لكن عودة السلطان قابوس إلى بلاده في مارس/آذار 2015  بددت قدراً كبيراً من قلق المستقبل وسؤاله اللذين بدءا في التراجع ليحل مكانهما التفاؤل والأمل. لكن الشائعات عن المرض استمرت، خصوصا وأنه لم يظهر، منذ عودته من رحلة العلاج، سوى مرتين وبصورة سريعة، الأولى عند ترؤسه مجلس الوزراء في ابريل/نيسان 2015 والثانية عند وضعه حجر الأساس لمشروع  متحف عُمان عبر التاريخ في يوليو/تموز 2015. وفي المناسبتين ظهر السلطان، بصورة سريعة، وعلى غير الصورة الحيوية التي عرفت عنه وبدا الهزال عليه واضحاً.

ومع ازدياد حدة التوترات في المنطقة، من الأزمة السورية إلى الحرب في اليمن والدور العُماني المأمول والمعهود في المساعدة على خفض حدة التوتر والعمل على نزع فتيل الصراعات، ومع الانحفاض الحاد في أسعار النفط وأثره على اقتصاديات المنطقة ومنها عُمان، صارت حاجة العمانيين وغيرهم إلى عودة السلطان قابوس إلى الظهور في الحياة العامة أكثر من ملحة، لا سيما وأنّ الرجل يقبض، وحده، على معظم مفاتيح صُنع القرار في بلاده.

وفي الثامن العشر من نوفمبر الحالي 2015 تحتفل عُمان بالعيد الوطني الخامس والأربعين (45 عاما على حكم السلطان الذي يتربع اليوم وحده كأقدم حاكم عربي على العرش وواحدا من أقدم الحكام استمرارية في العالم)، وقد جرت العادة أن تقام احتفالات استثنائية كبرى، كل خمس سنوات (الخطط التنموية – خمسية- كل خمس سنوات).

 ومع اقتراب نوفمبر تبدأ الشوارع والميادين في العاصمة مسقط وعواصم المحافظات في التزّين بأعلام السلطنة وصور السلطان والأضواء الملونة، ومع اقتراب نوفمبر (المختلف هذا العام) عاد السؤال الكبير: هل سيظهر السلطان في هذه المناسبة الوطنية الكبيرة؟ وجاء الجواب سريعا وفي اليوم الأول من شهر نوفمبر.

نهار الأحد الأول من نوفمبر الجاري، تم تناقل أخبار عبر تطبيق "واتس أب" بأنّ السلطان قابوس سيظهر الليلة عبر التلفزيون، لكن مثل هذه الأخبار كانت تتُداول في السابق، دون أن تكون بالضرورة صحيحة، خصوصا مع غياب مصدر رسمي عن ظهور السلطان أو عدم ظهوره، غير أنّ الأخبار هذه المرّة كانت صحيحة، وظهر السلطان وهو يترأس مجلس الوزراء وبعد ذلك وهو يقلد عدداً كيبراً منهم أوسمة.

غير أنّ المفاجأة في ظهور السلطان ليلة الأحد، ليست في ظهوره فقط، وإنما في ظهوره وقد بدا كما لو أنّ حالة المرض انتهت تماما واستعاد الرجل عافيته كاملة، إذ بدا كعادته متحدثاً، موجهاً وزارءه بحيويته المعهودة.

ولتأكيد استعادته وضعه الصحي كاملاً، قام السلطان، وقوفاً وعلى مدى أكثر من ثلاثين دقيقة، بتقليد معظم أعضاء حكومته من الوزراء ورؤساء الهيئات وسام عُمان المدني من الدرجة الثانية.

ظهور السلطان قابوس يوم الأحد الأول من نوفمبر2015– قبل سبعة عشر يوما من يوم الاحتفال بالعيد الوطني الخامس والأربعين، بدد القلق حيال صحته وأعاد سؤال المستقبل إلى سكونه واطمئنانه، لكن هذا الظهور القوي وقراره تقليد هذا العدد الكبير من الوزراء "وسام التقدير"، أطلق سؤالا آخر لدى العمانيين يتعلق بصورة وصيغة التغيير الحكومي المتوقع، وما إذا كان تغييراً سياسياً، مفصلياً وعميقاً، أم تغيير وجوه بوجوه.

سؤال قد تجيب عنه الأيام القادمة في شهر الاحتفلات الوطنية "نوفمبر" أو ربما الفترة المتبقية من هذا العام.

لكن الأهم أنّ رجل عُمان القوي عاد إلى الحياة العامة قوياً كما كان قبل يونيو 2014.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com