لماذا لم ترتد أورسولا فون العباءة والحجاب عند زيارتها السعودية؟ (صور)
أثارت وسائل إعلام ألمانية، جانباً آخر لزيارة وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين، التي أجرت مباحثات رسمية، في العاصمة الرياض، الخميس الماضي، مع نظيرها السعودي الأمير محمد بن سلمان، مركزةً على قضية الملابس التي ارتدتها الوزيرة خلال الزيارة.
وكانت الوزيرة قد ظهرت في الصور، التي وزعتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، مرتدية بدلة زرقاء داكنة حاسرة الرأس، فيما كان من المتوقع أن ترتدي الوزيرة الحجاب خلال الزيارة في إطار بروتوكولات الزيارات التي تتبعها المملكة المحافظة مع زيارات الوفود الأجنبية.
ووصل الجدل حول ملابس الوزيرة إلى وسائل الإعلام العربية ومنها إلى نقاشات المدونين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة ودول عربية أخرى تنوعت فيها الآراء حول الحادثة وسط غياب للرأي السعودي الرسمي عن تفاصيل ما جرى.
وقال إعلامي سعودي بارز لموقع "إرم نيوز" إن المملكة تساهلت مع الوزيرة في بروتوكولات الزيارة لعدة أسباب، وأن الوزيرة ذاتها قابلت تلك التسهيلات بارتداء زي محتشم وإن لم يكن من ضمنه ارتداء الحجاب.
وأضاف الإعلامي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الوزيرة الألمانية ظهرت في صور أخرى أكثر تحرراً في الملابس، خلال متابعة جولتها في المنطقة التي شملت عدة دول بينها الأردن الذي ارتدت فيه بدلة بيضاء وقميصاً وردياً مكشوف الصدر.
وأوضح الإعلامي السعودي أنه لا يُعرف إن كانت الوزيرة هي من طلبت تلك التسهيلات أم أن المملكة تنازلت عنها بشكل مسبق، لكن المرجح أن ذلك يعود للهجوم والانتقاد الذي كانت ستتعرض له الوزيرة من أحزاب المعارضة الألمانية التي تتخذ موقفاً مغايراً لموقف الحكومة الألمانية تجاه السعودية.
وكان من المرجح أن يؤدي ظهور الوزيرة مرتدية الحجاب في الرياض، إلى مزيد من الانتقادات التي واجهتها الوزيرة ومازالت تواجهها من أحزاب المعارضة ووسائل الإعلام الألمانية التابعة لها والتي تنتقد تعزيز التعاون العسكري مع المملكة بحجة "انتهاك السعودية لحقوق الإنسان".
وقالت وسائل إعلام ألمانية إن الصحفيات والمترجمات والموظفات اللاتي رافقن الوزيرة، لم يستثنين من شرط اللبس المحتشم، وإن السفارة الألمانية في المملكة قامت بتوزيع العباءة عليهن بعد وصول الوفد مباشرة للرياض يوم الأربعاء الماضي.
وتفرض القواعد البروتوكولية السعودية الخاصة بزيارة المسؤولين الأجانب ارتداء زي محتشم للنساء، دون تحديده، فيما يتفاوت التزام المسؤولين الأجانب من النساء اللواتي يزرن المملكة به في ظل تركيز الطرفين على قضايا محورية تتعلق بالهدف الرئيسي من الزيارة والابتعاد عن الشكليات.
وكثيراً ما يخرق المسؤولون السعوديون تلك البروتوكولات، ويصطحبون ضيوفهم بسياراتهم الشخصية لزيارة أماكن عامة وتاريخية في المملكة التي تستقبل الكثير من الوفود الأجنبية بشكل يومي مستفيدة من ثقلها السياسي والاقتصادي والديني.
