ليبيا.. الفوضى في سنوات ما بعد القذافي تقود نظام الرعاية الصحية إلى الانهيار
ليبيا.. الفوضى في سنوات ما بعد القذافي تقود نظام الرعاية الصحية إلى الانهيارليبيا.. الفوضى في سنوات ما بعد القذافي تقود نظام الرعاية الصحية إلى الانهيار

ليبيا.. الفوضى في سنوات ما بعد القذافي تقود نظام الرعاية الصحية إلى الانهيار

لا يختلف الليبيون على أن الفوضى بعد سقوط الرئيس الراحل معمر القذافي تجاوزت كل الحدود، وأضحى كل شيء بالبلاد تحكمه العشوائية والتمزق، وهذا ما يلحظه أي زائر لليبيا ما بعد القذافي.

ومن القطاعات الحساسة التي كانت أكثر تأثرا بالوضع في ليبيا نظام الرعاية الصحية الذي تقول صحيفة التايمز البريطانية في تقرير مفصل أعدته بهذا الشأن إنه أوشك على الانهيار بفعل الحرب الدائرة هناك.

وبسبب النقص الحاد في التمويل والإمدادات والموظفين أصبح المرضى الليبيون اليائسون يلجأون إلى العبور بطريقة غير شرعية إلى جنوب أوروبا، لتلقي العلاج بعد إغلاق العشرات من المستشفيات والإدارات، وأجبر الأطباء على شراء اللوازم الأساسية بأنفسهم والعمل في نوبات لمدة تصل إلى 36 ساعة تحت تهديد الهجوم.

ووفقا لهارون الرشيد، من منظمة الصحة العالمية فإن حوالي نصف المستشفيات في ليبيا البالغ عددها 159 مستشفى مغلقة أو بالكاد تقدم الخدمات، وقد أدت الزيادة في العنف وعدم دفع الرواتب لإضراب شامل للموظفين الأجانب الذين تعتمد عليهم المستشفيات بشكل كبير، ويقول هارون إن نحو 80 % من العمال الأجانب غادروا البلاد.

وقبل الاحتجاجات التي أطاحت بالعقيد الليبي السابق معمر القذافي في العام 2011 كانت ليبيا من أفضل المؤشرات الصحية في المنطقة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ولكن بعد 5 سنوات، أصبحت المستشفيات قادرة بالكاد على البقاء على قيد الحياة وسط انقطاع التيار الكهربائي، ونقص المياه ونقص التمويل والاشتباكات.

وتفاقمت المشكلات منذ تشكيل حكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة في مارس/آذار الماضي، والتي كلفت بمهمة إنهاء النزاع لكنها لم توحد البلاد أو تحل الفوضى المالية المتفاقمة.

وزعم الأطباء في طرابلس، أن هناك مستشفى واحدا متخصصا في الأمومة العامة ومستشفى للأطفال فيما لا توجد خدمات للأمراض المزمنة مثل: السكري أو السرطان، كما أن المرضى غير قادرين على سحب الأموال لشراء الأدوية التي تضاعفت أسعارها منذ انهيار الدولار.

وأوردت الصحيفة إحدى الحالات، لأحد مواطني طرابلس الذي يئس في إيصال ابنته التي تعاني من مرض نادر في الدم، إلى مستشفى لائق، فاشترى زورقًا وأبحر عبر البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا الشهر الماضي، وتم إنقاذهم من قبل سفينة أوروبية.

ويقول عبد الحكيم شايب إن ابنته، ساجدة، تمر الآن باختبارات وفحوصات طبية، وأضاف "قررت خوض تلك الرحلة بعد زيارة مستشفى طرابلس المركزي، إذ لم يكن هناك فريق للتمريض في الليل، ولا دواء ولا رعاية صحية على الإطلاق".

وأغلق المستشفى المركزي منذ 3 أشهر، بعد مداهمة من قبل المسلحين الذين قتلوا بالرصاص ممرضا وضربوا آخر، وتبقي فقط 40 من أصل 250 من الممرضين الأجانب، أما الممرضات الليبيات الإناث فيشعرن بالخوف من العمل بسبب التهديدات الأمنية، كما أن المرضى يطالبون بإحضار إمداداتهم معهم.

وقال مختار الهباس، المدير العام للمستشفى "نجري عمليات الطوارئ فقط الآن، ليس لدينا أي مخدر أو مواد تعقيم أو شاش طبي، فكيف يمكننا أن نعمل؟".

أما مستشفى الخضراء، الذي يضم آخر قسم في طرابلس متخصصا للحوادث والطوارئ، فقد رحل عنه 90 % من الممرضين الأجانب.

وقال محمد باويندي الذي يعمل في القسم "في كثير من الأحيان لا تكون لدينا المعدات الأساسية مثل القفازات، لذلك نعمل في المناطق الملوثة بأيدٍ مكشوفة".

وحاولت حكومة الوفاق العثور على الأموال، ولكن في ظل تراجع إنتاج النفط إلى أقل من ربع الـ 1.6 مليون برميل يوميًا التي كان يتم إنتاجها قبل العام 2011، لا يوجد مال، فضلا عن أن سلطات طرابلس لديها القليل من السيطرة على شرق البلاد، حيث تعاني أيضا المستشفيات، فنظام الرعاية الصحية في الجنوب التي ينعدم فيها القانون يعتبر شبه معدوم.

وقال باويندي الذي بات يعمل على مدارالـ24 ساعة "عليك أن تجد وسيلة للقيام بعملك"، مضيفا "ولكن الدافع يقل كل يوم عن قبله".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com