مقطع فيديو غامض يتسبب بموجة جدال حول وجود الوافدين في السعودية
مقطع فيديو غامض يتسبب بموجة جدال حول وجود الوافدين في السعوديةمقطع فيديو غامض يتسبب بموجة جدال حول وجود الوافدين في السعودية

مقطع فيديو غامض يتسبب بموجة جدال حول وجود الوافدين في السعودية

تسبب مقطع فيديو نشر اليوم الثلاثاء، على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، بموجة جدل حول وجود ملايين الوافدين الأجانب في السعودية، بعد ما قيل "إنه اعتداء من وافد أجنبي على شابة سعودية ووالدها بعد محاولة سرقة منزلهما".

وقاد مقطع الفيديو، الذي لا يظهر فيه سوى شاب ممدد يتلقى الضرب من المحيطين به بينما يتهمونه بضرب فتاة ومحاولة سرقة منزلها، المدونين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي للنقاش، حول حقيقة الحادثة وتفاصيلها.

لكن تلك الحادثة فقدت متابعيها، بعد أن تحولت مطالب عدد من المغردين السعوديين بطرد الوافدين الأجانب من السعودية عقب مقطع الفيديو، إلى وسم خاص تصدر قائمة الموضوعات الأكثر تفاعلاً على موقع تويتر في المملكة مع انضمام آلاف السعوديين إليه.

وعاد السعوديون مع انتشار الوسم ""، إلى نقاش متجدد حول وجود الوافدين الأجانب في المملكة وسط انقسام ما زال موجوداً منذ سنوات بين فريق يطالب بطرد الوافدين وآخر يرى أنهم ساهموا في بناء المملكة ولجأوا إليها لظروفهم القاهرة.

وقد انخرطت مجموعة من الشخصيات الوازنة في المملكة في هذا السجال الدائر، من بينهم شعراء وإعلاميون ومثقفقون، وغرد الإعلامي السعودي البارز "جمال خاشقجي"، يقول "اؤيد هذا الهاشتاق #ترحيل_الأجانب_مطلب_وطني، ولا اتفق مع عنصرية البعض فيه، لنبقي المسألة "اقتصاد" فقط ، لا تمييز ضد الاجانب".



ومن جانبها، اعتبرت خيريه ابولين، ممثلة ومقدمة برامج، وهي من المتحمسين لدعوات طرد الأجانب من السعودية، أن "أغلب الأجانب اللي يستهدفهم الهاشتاق ما عندهم تويتر ولا حتى هواتف ذكية. اصنعوا قرارات بدل هاشتاقات"، في إشارة منها إلى العمال البسطاء الذين يعملون في مهن كالمنازل والنظافة وقطاع الانشاءات.



ويعيش في المملكة نحو 10 مليون وافد أجنبي من مختلف الجنسيات، ليشاركوا نحو 20 مليون سعودي كل تفاصيل الحياة في البلد الخليجي النفطي، بدءاً من مجاورتهم في المنازل، ومرافقتهم إلى المدارس، ومزاملتهم في العمل، إضافة لتواجدهم في شوارع وأسواق وحدائق وشواطئ البلاد.

لكن وجود الأجانب في السعودية ظل محل نقاش بين السعوديين منذ عقود، مع ارتفاع مستوى المعيشة إثر اكتشاف ثروة نفطية هائلة أفرزت متغيرات اجتماعية كبيرة في حياة الأسر السعودية التي قلما تخلو منازلها اليوم من خادمة وسائق، بينما يحجم أبناءها عن العمل في كثير من المهن التي ينظرون لها نظرة دونية.

ويقول فريق كبير من السعوديين المطالبين بتقليص عدد الوافدين الأجانب في البلاد، إن مطلبهم يستند لضرورات واقعية بينها ارتفاع مستوى البطالة بين السعوديين، وغزو ثقافي تقوم به الجاليات الأجنبية الكثيرة التي لا تتفق مع ثقافة المملكة المحافظة المستمدة من الشريعة الإسلامية.

فيما يرى الفريق الآخر المعارض لهذا التوجه، أنه مطلب عنصري، معددين كثيراً من المبررات التي تدفعهم لتبني هذا الموقف بينها أن الأجانب يشغلون وظائف يحجم عنها السعوديون، وغالبيتهم من الفقراء في بلادهم والمحتاجين للعمل، إضافة لكون فئة كبيرة منهم من دول إسلامية ذات عادات وتقاليد محافظة مشابهة لما هو الحال في السعودية.

ورغم تحديث إجراءات إقامة الوافدين وعملهم والرسوم المفروضة عليهم في السعودية باستمرار، فإن السياسة الرسمية للمملكة لم تتغير تجاههم من ناحية تقليص عددهم أو ترحيل جالية معينة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com