باحثة عراقية تستعيد أعياد بلاد الرافدين
باحثة عراقية تستعيد أعياد بلاد الرافدينباحثة عراقية تستعيد أعياد بلاد الرافدين

باحثة عراقية تستعيد أعياد بلاد الرافدين

يُشكّل كتاب "الأعياد في حضارة بلاد وادي الرافدين"، للباحثة العراقية راجحة خضر عباس النعيمي، دراسة لحياة الشعوب البدائية التي لا تختلف في أسلوب حياتها عن طريقة إنسان عصور ما قبل التاريخ.



تشير الباحثة في مقدمة كتابها أن كلمة (EZEN) السومرية تعني العيد، وأن هذه الكلمة كانت تعبر عن الفرحة والاحتفال الذي لا يرتبط بوقت محدد من أوقات السنة.

جاء الكتاب الصادر في دمشق، في (188 صفحة من القطع المتوسط)، وفيه تبين المؤلفة أن كلمة عيد باللغة الأكدية (isinnu)، وهي كلمة مقتبسة من الكلمة السومرية ولكنها تعني "العيد الدوري الموقوت"، موضحة الأسباب التي جعلت منها تعبر عن الأعياد الدورية رغم اقتباسها من الكلمة السومرية، عارضة المعاني المختلفة التي كانت تعبر عنها كلمة عيد باللغتين السومرية والأكدية.

ثم تتناول المؤلفة أنواع الأعياد والاحتفالات القديمة بعد أن قسمتها إلى عدة أقسام، أبرزها (أعياد القرى)، و(أعياد المدن الكبرى).

وأفردت في بحثها فصلاً عن (عيد آكيتو) خلال الفترات السومرية والبابلية، وقسمته كذلك إلى عدة أقسام، الأول يتضمن تحليل كلمة (آكيتو)، والتي اعتبرتها تعني "استنزال المطر"، ما يعني أن احتفالات (آكيتو) في بلاد وادي الرافدين ما هي إلا استمرارية لتلك الطقوس السحرية التي مارسها كثيرٌ من شعوب العالم من أجل استنزال المطر في حالة انحباسه.

وأخيراً تحدثت المؤلفة العراقية عن الزواج المقدس خلال الفترات التي سبقت الألف الأول قبل الميلاد، وذلك لأن الإشارات التاريخية المدللة عليها لم تربطها بشكل واضح مع احتفالات عيد (آكيتو)، عارضة لشعائرها في الأدوار التاريخية المختلفة.

ويُشار في الكتاب إلى أن أعياد الربيع تعد من أهم الأعياد في بلاد الرافدين، وهي تعتبر من المناسبات المميزة في تراث هذه المنطقة، ولكن يصعب معرفة متى وأين بدأت هذه الاحتفالات، رغم أن بعض الباحثين على يقين أنها بدأت بشكل جلي وبأبسط صورها منذ بداية العصر الزراعي الألف التاسع (ق. م) في مستوطنات "نمريك" (نسبة إلى قرية نمريك)، حيث وجدت أقدم آثار لآلات زراعية عرفها تاريخ البشرية.

ويعتري هذه الاحتفالات بعض الغموض بسبب القطيعة الحاصلة في بعض الأدوار التأريخية، وخاصة ما بين الألف السادس والألف الرابع (ق. م)، حيث لم يعثر على أدلة أثرية كافية تؤكد استمرار ممارسة هذه الطقوس، بالرغم من وجود آثار طقوس الخصب والمتمثلة بآلهة الأم ورمز الثور المتمثل بالخصوبة الذكرية التي وجدت آثارها في أحد المعابد من منطقة "جتل هيوك" في تركيا.

ووفقًا للمصادر التاريخية فإن الغرض من إقامة هذه الاحتفالات هو مناغاة ومناجاة الطبيعة ومحاكاتها عن طريق طقوس وشعائر، قصد إعادة الاتزان والخصب إلى دورتها في الحياة، واصطلح العلماء على تسمية هذا النوع من الممارسات بـ"السحر التشابهي"، ذلك أن (الإنسان الرافديني) جسد عناصر الطبيعة برموز وأشكال سميت بالآلهة، تتمحور حولها حياته اليومية فأصبحت من الرموز المقدسة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com