الامريكان لن يتخلوا عن الاخوان
الامريكان لن يتخلوا عن الاخوانالامريكان لن يتخلوا عن الاخوان

الامريكان لن يتخلوا عن الاخوان

الامريكان لن يتخلوا عن الاخوان

د. موفق محادين

بدا أن الاعتراف السريع لعواصم صديقة للامريكان بالنظام الجديد في مصر، بدا كما لو انه انقلاب امريكي على الاخوان، ولا اظن ان هذا الاستنتاج دقيق او صحيح، واعتقد ان الامريكان لن يتخلوا عن الاخوان في المدى المنظور ومنذ خطاب اوباما الشهير في جامعة القاهرة.

 فقد كان الخطاب ايذاناً بحقبة امريكية اخوانية مرتبطة بالمصالح الامريكية، ولذلك فان الاطاحة بحكم مرسي والاخوان لا يمكن ان تكون امريكية حتى لو ظهر في المشهد شخصيات محسوبة على الامريكان، مثل البرادعي، وحتى لو كانت قيادة الجيش المصري تحتفظ بعلاقات قوية مع الامريكان، وهو ما يعني ان الاخوان وصلوا الى الحكم في مصر، ليس رغماً عن الامريكان، بل بفضلهم ولم يحتفظوا باتفاقيات كامب ديفيد مع العدو الصهيوني وبالعلاقة مع البنك الدولي من باب الاضطرار المؤقت بل لان هذه الاتفاقيات هي الضمانة غير المعلنة والفاتورة التي سددها مسبقاً مقابل السلطة.

ولذلك لا جدوى من مغازلة الامريكان من اجل السلطة في اي بلد وخاصة في مصر وتركيا، ولا بديل من ربط هذه السلطة بادارة الظهر تماماً لواشنطن والتحالف مع موسكو و بكين كما فعل جمال عبد الناصر، ولا بأس من ان نتذكر ان عبد الناصر اقدم على تلك الخطوة بعد (رهانات) عقيمة على واشنطن، وان احد ابرز اعوانة الذي صار رجل موسكو الاول في القاهرة، وهو علي صبري، كان قناة عبد الناصر مع الامريكان.

اما لماذا لن يتخلى الامريكان عن الاخوان فذلك دونه المعطيات والاسباب التالية، بصرف النظر عن الاتهامات الشائعة الاخرى :

1-      سبب عام هو القاسم المشترك في العداء للاشتراكية واليسار والقومية في كل مكان.

2-      سبب اقليمي هو الحاجة الى مراكز اقليمية مقابل ايران.

3-      ام السبب الاهم فهو تعويل وحاجة امريكا لحزام (اخضر) من اسلام حليف حول منطقة قبل العالم (اوراسيا) التي تشمل روسيا والصين، مما يستدعي وجود الاخوان في مراكز حيوية.

والجدير ذكره هنا، ان محيط قلب العالم يتكون من شعوب اسيوية ذات غالبية مسلمه يمكن تأجيجها مذهبياً وطائفياً من جهة او طورانياً (تركيا) من جهة ثانية بالنظر الى ان هذا المحيط يتكون من جماعات تركية وفارسية سنية وشيعية..... ويحدث ان تكون تركية شيعية (اذربيجان) او فارسيه سنية مثل بعض الجماعات الافغانية مثل حكمتيار وهكذا.

4-      اخيراً للامريكان تجربة ناجحة للغاية مع شخصية تشبه محمد مرسي، وهي شخصية عدنان مندريس رئيس وزراء تركيا (1945-1961) وكان اسلامياً على طريقة مرسي وفي عهده انضمت تركيا الى حلف لاطلسي وفتحت البلاد امام البنك الدولي وقطعت العلاقات مع سوريا واخذت على عاتقها محاربة الاشتراكية واليسار وشاركت مع الامريكان في الحرب الكورية...ألخ وقد انتهى حكم مندريس كما حكم مرسي بانقلاب عسكري مدعوم بمظاهرات واسعة قادها حزب الشعب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com