درس الأهلي
درس الأهليدرس الأهلي

درس الأهلي

شوقي عبدالخالق

لم تكن مباراة الديربي بين الأهلي والزمالك مجرد لقاء قمة عادي في مسابقة الدوري المصري لكرة القدم، ولكنها كانت درساً كبيراً ونموذجياً في الإصرار والتحدي.

لم يكن أكثر المتفائلين داخل النادي الأهلي يتوقع أن يفوز الفريق الأحمر بكل هذه السهولة، على حساب غريمه التقليدي الزمالك، الذي يقدم أفضل مواسمه ويقترب بقوة من حصد لقب الدوري بعد غياب 11 عام كاملة.

ولكن أصحاب الرداء الأحمر اتسموا بالإصرار الشديد ورفضوا تماماً الانسياق وراء حملات التشكيك في قدراتهم واشتعل حماسهم بحضور جماهيرهم ليقدموا عرضاً هو الأجمل منذ سنوات للأهلي في مباريات القمة.

الدرس الأكبر من لقاء القمة الذي شاهده الملايين من الجماهير المصرية تلك الحالة من الإرادة والإصرار التي ظهر بها لاعبو الأهلي في مواجهة الظروف الصعبة والفوارق الفنية لصالحهم منافسهم الزمالك.

ولعل الظروف التي تعيشها بلادنا مصر في الفترة الحالية تشبه إلى حد كبير ما يعيشه الأهلي الذي تعود على الإنجازات والبطولات ثم عانى في الفترة الأخيرة من تدهور في مستواه وتراجع على مستوى النتائج بل تعرض لحملات تشكيك في إمكانية عودته لسابق عهده من جديد.

روح لاعبي الأهلي وإصرارهم درس لكل أبناء الشعب المصري للتغلب على الظروف الصعبة التي تواجههم والابتعاد عما يحاول البعض زرعه داخل نفوس البعض بأن العودة لسابق العهد والإنجازات ليس أمراً وارداً وغيرها من نغمات الإحباط وانعدام المسؤولية وهي الأمراض التي يعاني منها الشعب المصري منذ سنوات ليست بالقليلة.

الشعب المصري أمامه فرصة ذهبية لتقديم سيمفونية من العمل والكفاح في الفترة القادمة مع وجود قيادة سياسية تعمل على التخطيط للمستقبل وتخطي الظروف العصيبة الحالية ومواجهة عدو غدار بوجه لعين وهو الإرهاب الحقير والعمل بكل قوة على إعادة الأمن والأمان لأرض الكنانة. العمل دون نظر إلى الظروف الصعبة والتعامل بواقعية ولكن بكفاح هو الدرس الأكبر من لقاء القمة ، فالمهم ليس أنك لا تملك كل الإمكانيات ولكن الأهم أنك تملك العزيمة والإصرار والتحدي لفعل ما يعجز عنه الكثيرون فعله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com