في الجزائر.. الطبقة الوسطى لا تأكل اللحوم إلا في الأعياد
في الجزائر.. الطبقة الوسطى لا تأكل اللحوم إلا في الأعيادفي الجزائر.. الطبقة الوسطى لا تأكل اللحوم إلا في الأعياد

في الجزائر.. الطبقة الوسطى لا تأكل اللحوم إلا في الأعياد

تقول صحيفة "لبيراسيون" الفرنسية في تقريرها إن انخفاض أسعار النفط، المورد الرئيسي للجزائر، أدى إلى انخفاض عائدات النفط بنسبة بـ 70٪ في غضون عامين.

وتضيف أن عجز الميزانية بلغ الآن 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي. ولكن الدينار الجزائري بين عامي 2014 و2015 على الخصوص فقد 20٪ من قيمته مقابل الدولار.

ركود مقهى بلال

مقهى بلال، الكائن في شارع حسيبة بن بوعلي، الذي يمتد على طول حي بلكور ويفصله عن الطريق السريع والبحر الأبيض المتوسط، بدأ يشهد ركودا كبيرا.

يقول بلال "نحن في حي شعبي، فحتى وإن ارتفعت أسعار المادة الأولية فأنا لا أستطيع أن أرفع سعر فنجان القهوة. لقد فقدت نحو ثلث المبيعات. وماذا يسعني فعله؟ أمرنا لله ".

كسب المزيد من الزبائن

هنا، في هذا المقهى فنجان القهوة ثمنه 25 دينارا جزائريا (حوالي 0.25 يورو). صاحِبا المحل، وهما من تيزي وزو (شرق العاصمة) يقدمان أيضا القهوة في كبسولة مستوردة، أكثر تكلفة، لكسب الزبائن من الطبقة المتوسطة، وهم كثيرون في حي بلكور، المنطقة الشعبية ذات الطراز العثماني.

"لا يأكلون اللحوم إلا في الأعياد الدينية"

ففي بلد يستورد معظم المنتجات الاستهلاكية، انفجر التضخم بشكل مخيف. فأول الضحايا هي الطبقات الشعبية.

المواطن مهند (61 عاماً)، متقاعد وأب لـ 3أطفال، اضطر للعودة إلى العمل. أما ابنه الأكبر، وهو خريج جامعي متفوق، فلم يجد عملا منذ أن تخرج، قبل عامين.

قال مهند بابتسامة مرة "نحن لا نأكل اللحوم إلا خلال الاحتفالات الدينية".

توقف مشاريع السكن الاجتماعي

وتتابع الصحيفة في تقريرها أن المواطنين يخشون، في ظل هذا الوضع، أن تتوقف نهائيا برامج بناء المساكن الاجتماعية - وهو الإجراء الرئيسي لولاية الرئيس بوتفليقة، الذي وعد الجزائريين منذ وصوله إلى السلطة في العام 1999 بحل أزمة السكن في الجزائر، لأن استيراد الإسمنت توقف.

وفي هذا السياق يقول مهند "لا ينبغي أن نطلب المساعدة من صندوق النقد الدولي؛ لأن ذلك يعني القفز في بئر".

الخوف من صندوق النقد الدولي

فلا يزال مهند، كغيرة من الجزائريين، يذكر خطة التقويم الهيكلي الذي فرضته المؤسسة الدولية – صندوق النتقد الدولي- في وقت مبكر من التسعينات.

ففي تلك الأثناء كثرت الطوابير الطولية أمام المحلات التجارية، وصار الباعة يفرضون على الزبائن شراء سلع أخرى يضيفونها قسرا إلى السلع الضرورية (سلسلة دراجة، وحزمة مسامير مع كيس الطحين، على سبيل المثال).

زيادة التضخم بنسبة 8٪ في سنة واحدة

في الزقاق الذي يربط شارع حسيبة بن بوعلي بشارع بلوزداد في العاصمة حولت الحرارة الرطبة سوق الخضار الرئيسي إلى فرن حقيقي.

الخوخ والنكتارين بـ 450 دينارا

ليلى، التي تعمل في شركة خاصة، جاءت للتسوق في وقت استراحة الغداء. قامت بجولة بين الأكشاك قبل التوقف: "تخليتُ عن شراء الخوخ والنكتارين التي صار ثمنها أكثر من 450 دينارا جزائريا للكيلو الواحد  (حوالي 4,50  يورو).

ووفقا لتقارير الصحف الوطنية فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية المستهلكة، خلال شهر رمضان، بنسبة 8٪ في سنة واحدة.

الخوف من فقدان الوظيفة

وتفيد التقارير أن ما تنشره الصحف الجزائرية من أخبار عن الأوضاع الاقتصادية والمالية لم تعد مطمئنة. ومن الأمثلة اللافتة أن بنك بدر، بنك المزارعين، والذي يمول أيضا القروض بدون فوائد لأصحاب المشاريع، لم يعد يملك أي سيولة.

أما وزارة الثقافة فقد ألغت أكثر من 100 مهرجان، ودعت الهياكل التابعة لها أن لا تستخدم سوى 50٪ فقط من ميزانيتها.

الشاب مراد (33 عاما) يتجه إلى الميناء حيث تم توظيفه بموجب عقد غير محدود المدة: "نحن موظفو الدولة، لا خوف علينا".

وعن شقيقته التي تعمل لدى وكيل شحن، وهي مؤسسة مسؤولة عن سجلات الاستيراد الإدارية يقول مراد "في المقابل، لم يعد لديها أي ملف تعالجه منذ أسابيع. وهذا ما يُشْغلنا ويثير قلقنا: أن يبدأ الناس يفقدون وظائفهم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com