مي خالد: الغيطاني أبي الروحي .. وروايتي الجديدة عن جورجيا
مي خالد: الغيطاني أبي الروحي .. وروايتي الجديدة عن جورجيامي خالد: الغيطاني أبي الروحي .. وروايتي الجديدة عن جورجيا

مي خالد: الغيطاني أبي الروحي .. وروايتي الجديدة عن جورجيا

صاحبة مشروع روائي شديد الخصوصية، هي ابنة مدينة القاهرة بامتياز، لا تكتب إلا ما تعرفه عن تلك المدينة، وطبقتها المتوسطة التي تنتمي إليها وجدانيًا، تعلمها في مدارس بريطانية ثم دراستها للإعلام في الجامعة الأمريكية؛ جعلها تختلف عن جيلها الروائي، فهي إلى جانب قاهريتها، منفتحة على العالم الغربي وتياراته الإبداعية الحديثة، كما أنها تعمل مذيعة بالبرامج الإنجليزية الموجهة بالإذاعة المصرية، وفي ترجمة وتمصير الأعمال الدرامية التليفزيونية.

تعترف مي خالد، في حوار خاص مع شبكة "إرم نيوز"، أن الروائي المصري الكبير الراحل جمال الغيطاني هو الأب الروحي لعالمها الروائي، وأن قربها منه سواء على المستوى الشخصي أو النفسي، كان له تأثير كبير في عشقها لمدينة القاهرة التاريخية، والنزعة الصوفية في تأمل الأشياء والبشر.

وأضافت "تأثري بعالم الغيطاني يأتي من موقعه كأحد الحواريين الكبار للكاتب نجيب محفوظ، وكأنني في عالم الأدب حفيدة الجد الأكبر محفوظ، والذي قرأت له لأول مرة، وأنا في مرحلة الإعدادية،  مجموعته القصصية (تحت المظلة) وبالطبع لم أفهم شيئًا بحكم السن والجانب الفلسفي الموجود بالمجموعة، ثم تأتي المرحلة الثانية لاكتشف عالم نجيب محفوظ، حيث أخذت إجازة صيف كاملة، لقراءة ثلاثيته الشهيرة بين القصرين وقصر الشوق والسكرية، وكانت بالنسبة لي أول صدمة إدراك للحياة".

وتابعت خالد "هنا في ثلاثية محفوظ، الحياة كما هي بتقلباتها العاطفية والأحداث المريرة التي يعيشها أبطال الثلاثية، من فقد الأحبة والمقربين، هنا يأخذنا محفوظ، وهو أول درس تعلمته، حينما قررت أن أكتب روايات، وهو التعاطف الإنساني مع أبطال رواياتي وتقديم كافة المبررات النفسية والاجتماعية المحيطة بهم، والتي دفعتهم لأن يكونوا على هذه الشاكلة، سواء كانوا نماذج مقبولة أو مرفوضة لدى القارئ، فهو يقدم شخصيات ليست أحادية الجانب، بل شديدة الثراء النفسي والعاطفي".

وأردفت "بل في تصوري أن الكاتب الكبير نجيب محفوظ، هو من جعلنا لا نخجل أن نكون كتابًا متخصصين في ما نعرفه ونتقنه، بل ونحصل على جوائز، حينما نكتب عنه، وهو المدينة بالنسبة لي، أو القرية بالنسبة لغيري".

وبحكم قراءتها بالإنجليزية، للعديد من الأعمال الروائية الغربية، وعن الاختلاف بين ما نكتبه ونعبر عنه في المشهد الإبداعي العربي، وبين هؤلاء الروائيين الغربيين، ترى خالد أن الفضاء الإنساني واحد، إذ تقول "لقد سافرت للعديد من دول العالم، ووجدت أن الجميع يشترك في مشاعر الحب والصداقة، وحتى إطلاق النكات وطريقة المزاح، فمن يقرأ للكاتب التشيكي الكبير ميلان كونديرا، سيجد صعوبة شديدة في أن يشعر بأن ما يقرأه يحكي عن بلد بعيد، وعن مجتمع غريب".

واستكملت حديثها "لذلك أقول إن صنعة الحكي رائعة، إذا امتزجت بفكرة فلسفية أو معلومة جديدة أو تحليل نفسي يضيف للقارئ، ويزيد من سعة صدره للحياة، وتجعله أكثر تقبلاً لنواقص البشر".

وعن توثيقها للعادات والتقاليد الخاصة بالطبقة الوسطى في أعمالها، تفسر الروائية خالد الأمر قائلة: "أحن كثيرًا لسلوكيات وتقاليد الطبقة الوسطى، كما أنني عشتها وأنا طفلة، حتى مسالك الشوارع والبيوت اختلفت كثيرًا عما كانت منذ سنوات قليلة، فأنا أكتب كي لا تخونني الذاكرة، وأنسى القاهرة التي أعشقها، خاصة منطقة الحسين ووسط البلد، باعتبارهما من معاقل الإلهام والمتعة لعشاق المدينة ودراويشها".

أما عن مشروع الرواية القادمة، والتي تعكف حاليًا على وضع الخطط الأولية لكتابتها، تقول "جاءتني فكرة الرواية أثناء مشاركتي العام 2014 في مؤتمر أدبي كبير في جورجيا، وكنتُ أنا الروائية العربية الوحيدة في هذا المؤتمر، إذ شاركني كتاب أتراك وإنجليز ويونانيون وغيرهم، وعلى الرغم من هذا التنوع البشري الذي يبدو متنافرًا في الأفكار والسلوك، إلا أنني اكتشفت أن الذائقة الإبداعية واحدة، والهم الإنساني مشترك عند الجميع، وقضيت أيامًا ساحرة بصحبة عصبة أمم أدبية".

وتابعت "انبهرت بجورجيا المكان، واكتشفت أنهم يشبهوننا في كل شيء، حتى في الملامح والسلوك، وفي المدينة القديمة لجورجيا هناك أماكن تشبه إلى حد كبير منطقة خان الخليلي والحسين، لذلك وجدت رغبة شديدة في الكتابة عن جورجيا، التي تشبهنا ولا نعرف عنها للأسف في مصر الكثير".

يذكر أن الكاتبة المصرية مي خالد، بدأت مشروعها الروائي العام 2001 بـ "جدار أخير" عن دار ميرتت، ثم رواية "مقعد أخير في قاعة إيوارت" العام 2005، و"سحر التركواز" العام 2007، وهي عن دار شرقيات، ورواية "تانجو وموال" عن دار العين العام 2011، وأخيرًا رواية "جيمنازيوم" الصادرة عن دار العربي للنشر والتوزيع، والتي فازت من خلالها بجائزة أفضل رواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في العام 2016، إلى جانب مجموعتين قصصيتين، هما "أطياف ديسمبر"، و"نقوش وترانيم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com