فلسطينيات يربين النحل.. "عسل" في المكسب رغم "سم" لسعاته
فلسطينيات يربين النحل.. "عسل" في المكسب رغم "سم" لسعاتهفلسطينيات يربين النحل.. "عسل" في المكسب رغم "سم" لسعاته

فلسطينيات يربين النحل.. "عسل" في المكسب رغم "سم" لسعاته

خلعن لباسهن التقليدي وارتدين آخراً لا يتناسب مع أنوثتهن، ووضعن على رؤوسهن قبعات ليست للزينة ولكن لحمايتهن، يخضن معًا لرحلة "الشتاء والصيف" بحثاً عن بيئة مناسبة لمشروعهن، ليجدن في النهاية "حلاوة" المبتغى مع موسم الحصاد.

هذا هو حال 6 فلسطينيات في بلدة "كفر مالك" بريف رام الله الشرقي وسط الضفة الغربية، اللاتي وجدن في تربية النحل غايتهن لكسب المال والمساعدة على مواجهة متطلبات الحياة.

"الأناضول" حاولت الولوج في هذا العالم غير المعتاد على النساء، لتجد الشابة منتهى بعيرات (38 عامًا)، تتفحص بهدوء خلايا نحل مع خمسة نسوة أخريات، نجحن في إقامة مشروع لإنتاج عسل النحل في بلدة "كفر مالك".

ومنذ عام 2012 و"منتهى" تعمل في تربية النحل، تعلمت فن التعامل معه من دورات تدريبية نظمتها جمعيات زراعية بالضفة تعنى بدعم النساء في الريف، ومع الخبرة باتت هي وزميلاتها محترفات بالتعامل مع النحل.

تطلب منتهى من زميلتها "رحمة حمايل" إشعال دخان في ماكينة يدوية مخصصة لتسليطها على خلايا النحل قبل فتح صناديقها، وذلك تفادياً لهجماته حيث يعمل هذا الدخان على الحد من حركته.

وهي منهمكة في عملها تقول منتهى، إن "المشروع فرصة للسيدات، فقد حولنا من مٌستهلكات إلى مُنتجات، وبات لكل واحدة منا دخلها الخاص، نحن ننتمي لهذا المشروع ونراه جزءًا هاماً من حياة كل سيدة".

ومشروع السيدات الست يتضمن نحو 62 خلية، تنتج في الموسم الجيد نحو 100 كيلوغرام من العسل ذات الجودة العالية، بحسب منتهى.

ويُباع الكيلو الواحد من عسل النحل الطبيعي بنحو 100شيكل (35 دولارا أمريكيا)، ويتم تسويقه محلياً في فلسطين.

وترتدي النساء العاملات لباسًا أبيض خاصاً مزودًا بقبعات، لا يمكن للنحل الولوج عن طريقه ليقيهن من لسعاته.

وتروي منتهى: "تعرّضت للسعات عديدة من النحل في بادئ الأمر، لكن مع هذا اللباس الواقي لا يمكن للنحل الوصول إلينا، كما يمكننا الوصول إليه إن اضطررنا إلى التعامل معه بدونه، لكن ذلك غير ممكن في موسم القطاف".

ويقتصر عمل السيدات في المشروع على فحص الخلايا وعلاجها من الأمراض، ومكافحة أنواع من الحشرات الضارة التي تعمل على قتل النحل، وفصل الخلايا الجديدة عن بعضها البعض، لإنتاج مملكات جديدة، وقطف محصول العسل مرتين سنويا.

رحمة حمايل تعتبر المشروع بالنسبة لها "كل ما تملك"، قائلة: "أنا سيدة عزباء وأبلغ من العمر 62 عاماً، ومشروع تربية النحل فرصة لكسب رزقي، أمضي وقتي مع زميلاتي في تربية النحل".

"ابتهاج بعيرات" (55 عامًا)، أصيبت بلسعات عديدة في بداية مشروع تربية النحل، لكنها اليوم باتت ذات خبرة عالية: "النحل بحاجة إلى أن تتعامل معه بهدوء، وبطريقة بسيطة، ينزعج من الضجيج".

وتضيف: "بالخبرة باتت لدي الفكرة الكاملة للتعامل مع النحل، نقدم له العلاج المناسب، نفصل الملكات عن بعضها لتكوين خلايا جديدة، بتنا نتعامل معه كأننا عائلة واحدة".

"المشروع غيّر حياتي، بات لدي اكتفاء ذاتي خاص بي، نمضي وقتاً ممتعاً معاً في تربية النحل، يحتاج منا القليل، لذلك نستطيع التوفيق بينه وبين العمل في بيوتنا"، تتابع ابتهاج.

أما نعمة حمايل (53 عاماً)، فترى في مشروع تربية النحل "أجمل مشروع في حياتها".

وتتحدث قائلة: "ثلاثة من أبنائي يتلقون تعليمهم الجامعي، يحتاجون مصاريفًا عالية (...) من خلال مشروع تربية النحل وإنتاج العسل ساعدت زوجي في تعليمهم".

وتضيف: "المشروع شكل شخصية قوية لي، بات لدي دخل خاص، أساعد زوجي في تعليم الأبناء، وألبي حاجاتي الخاصة دون الطلب من زوجي، المشروع أنشأ كيانا خاصًا بي، بت سيدة منتجة بت أشعر بوجودي الحقيقي".

وتسوق السيدات منتجاتهن بعد عملية الفرز الخاص عبر ماكينة مصنعة محليًا.

وتنقل السيدات خلايا النحل من بلدة "كفر مالك" في الشتاء إلى "غور الأردن"، شرقي الضفة الغربية، حيث الجو الدافئ والأزهار، وتعود بها صيفا للبلدة في رحلة "الشتاء والصيف".

ويبدأ موسم جني العسل، في شهر أبريل/نسيان الجاري، والذي يعدّ موسم الإنتاج الأهم بالنسبة للنحل إذ يجد في الأزهار التي تتفتح في فصل الربيع، موطنا لرحيقه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com