رأت صحيفة "التايمز" البريطانية أن صفقة تبادل السُجناء التاريخية، بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، لا تعني بالضرورة أن الحرب الباردة الثانية قد خفت حدتها.
واعتبرت الصحيفة، في تقرير لها، أن الأمور بين روسيا والغرب، وعلى عكس المتوقع، قد تزداد سوءًا. وأن صفقة التبادل كشفت قواعد جديدة للصراع بين الشرق والغرب.
بوتين كسب الكثير
وبحسب الصحيفة، عندما نتحدث عن الحرب الباردة، فإننا نميل إلى التفكير في السبعينيات وأوائل الثمانينيات عندما كانت الحرب الباردة قد أصبحت شيئاً مستقراً، بل وحتى طقوساً؛ إذ كانت القنوات الدبلوماسية وفيرة؛ وكان كلا الجانبين يعرفان قواعد اللعبة، وكانت لهما مصلحة في الالتزام بها.
لكن اليوم، يقول التقرير: "نحن أقرب إلى فترة الخمسينيات وأوائل الستينيات؛ السنوات الجامحة والخطيرة عندما كان الصراع بين القوى العظمى سيهدأ أو يشتعل".
وأضافت الصحيفة أنه "على الرغم من استمتاع الرئيس بايدن بالأضواء في الوقت الحالي، لكن في الواقع، بوتين هو الذي كسب الكثير، ولم يخسر شيئًا".
وساطة الأتراك
ويبدو أن مزاعم التجسس ضد العديد من الأجانب لا أساس لها من الصحة، وكان الهدف من الاعتقالات المختلفة هو منحه الأساس للمبادلة، وكذلك تخويف الصحفيين والناشطين الذين ما زالوا يحاولون القيام بوظائفهم في روسيا بشكل متزايد.
وأشارت الصحيفة إلى أن "الرئيس بوتين، على ما يبدو، يتقبل وضعه الجديد باعتباره منبوذًا. ويبدو عازماً على العمل كمفسد للأزمات الممتدة من أفريقيا إلى الشرق الأوسط".
وفي حين أنه لا يريد صراعاً مباشراً مع الغرب، يشعر بوتين حالياً أن الأمور لا بد أن تسوء قبل أن تتحسن. ولا يمكن إنشاء قواعد جديدة إلا من موقع قوة عندما تثبت موسكو أنه لا يمكن تجاهلها أو إخضاعها.
ولفتت الصحيفة إلى أن "جلب الأتراك كوسطاء، وتحديداً جهاز المخابرات التركي، ليس مجرد هدية من بوتين لهم؛ مما يمنح الرئيس أردوغان لحظته في دائرة الضوء".
عملية تدعو للتفاؤل
لكن ذلك يعكس في المقابل درجة انعدام الثقة المتبادلة بين موسكو والغرب، ومدى اختفاء آداب الحرب الباردة القديمة.
وخلُصت الصحيفة إلى أن "عملية التبادل قد تدعو إلى التفاؤل، وقد تكون بمثابة ممارسة لبناء الثقة؛ في وقت تبدو العلاقات بين موسكو والغرب قليلة وسيئة للغاية".
وختم التقرير بالقول إن "رغم أن المبادلة قد تكون مجرد حدث لمرة واحدة، فإنها قد تقربنا من حوار جديد، سواء بشأن أوكرانيا، أو ببساطة محاولة إزالة بعض العقبات في طريق أي قضايا معلقة أُخرى".