قال خبراء في الشأن العسكري، في حديث لـ "إرم نيوز"، إن إيران تتطلع إلى دعم من روسيا من أجل تنفيذ هجومها على إسرائيل، والذي يأتي ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران.
ويرى الخبير في الشأن الدولي، رأفت بدوية، أنه "رغم العلاقات الاستراتيجية بين إيران وروسيا؛ إلا أن الأخيرة لن تغامر بعلاقاتها مع إسرائيل"، مبينًا أن "موسكو وتل أبيب معنيتان بعلاقات متينة، ولا يمكن لهما اتخاذ أي قرار يؤثر في تلك العلاقات".
وقال بدوية إن "روسيا قد تتخذ قرارًا بتزويد إيران بالأسلحة بشكل محدود، والتي ستكون دفاعية بشكل رئيسي"، مؤكدًا أن "منح موسكو أسلحة هجومية لطهران يعني أنها طرف في النزاع، ويمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية".
وأضاف: "الأطراف الدولية رغم الخلافات العميقة بينها، إلا أنها تسعى للحفاظ على وتيرة الصراع الحالية بالشرق الأوسط والعالم، وهو الأمر الذي يجعلها تتجنب خرق أي قواعد سياسية وعسكرية فيما يتعلق بأطراف النزاع".
وأشار إلى أن "روسيا تستخدم ورقة إيران لإجبار الولايات المتحدة على تخفيف وتيرة تسليح أوكرانيا، أما إسرائيل فهي طرف محايد في الصراع بين موسكو وواشنطن، ولم تقدم على أي خطوة تثير غضب موسكو، ويدفعها لتزويد طهران بالأسلحة الهجومية".
وتابع: "بتقديري روسيا ستقدم أسلحة دفاعية محدودة جدًا لإيران، وستركز في ذلك على تزويدها بأجهزة رادار تمكنها من رصد أي هجوم محتمل على أراضيها؛ لكنها لن تقدم على مساعدتها على صد الهجوم أو تنفيذ أي هجمات عسكرية".
مغامرة خطيرة
من جهته، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، محمد دراغمة، إن "تزويد روسيا لإيران بالأسلحة يعدّ مغامرة سياسية وعسكرية خطيرة من موسكو"، مشيرًا إلى أنه "سيدفع تل أبيب لاتخاذ مواقف متشددة من موسكو على كافة المستويات".
وأوضح دراغمة أن "من المستبعد أن تقدم روسيا على مثل هذه الخطوة، والتي تحتاج إلى فترة طويلة من الزمن من أجل تنفيذها، خاصة وأن الأسلحة الهجومية والدفاعية تحتاج إلى تركيب وتدريب من قبل الجيش الروسي لنظيره الإيراني".
وأضاف: "مثل هذه التقارير تأتي في إطار المناكفات بين الدول العظمى، ومحاولة التأثير سياسيًا وعسكريًا على مختلف الملفات والقضايا الإقليمية والدولية"، مؤكدًا أن "من المستحيل أن تكون روسيا طرفًا في الرد الإيراني المحتمل على إسرائيل".
وتابع: "روسيا تلوح بمثل هذه الخطوة لإجبار الولايات المتحدة على التراجع عن أي خطوات مماثلة بشأن الحرب الأوكرانية، ولإظهار أن مثل هذا القرار قد يكون أحد الخيارات التي ترد بها موسكو على تسليح كييف من قبل الدول الغربية".
وختم قائلاً: "برأيي، الرد الإيراني سيكون محدوداً للغاية، بما لا يثير الغضب الدولي، ولا يدفع إسرائيل نحو توجيه ضربة عسكرية مباشرة داخل الأراضي الإيرانية"، مرجحًا أن تبلغ إيران أطرافاً إقليمية بموعد الرد بشكل مسبق.