في أعقاب الموافقة الأمريكية على تزويد أوكرانيا بعشرات المقاتلات من طراز "إف - 16"، وغيرها من الأسلحة المتطورة، مما يثير تساؤلات حول قدرة هذه الطائرات على تغيير المعادلة العسكرية مع روسيا.
وأشار مدير مركز فيجن للدراسات الإستراتيجية، د. سعيد سلام، إلى أن هناك مفاهيم مغلوطة بشأن الدعم الأوروبي لأوكرانيا بـ "إف - 16"، أبرزها أن هذه المقاتلات سيُنشر عدد كبير منها في الدول الأعضاء بالناتو، وجزء بسيط للغاية، ستُستخدم في الحرب ضد روسيا.
وقال سلام لـ "إرم نيوز" :" هناك توقعات باستلام أوكرانيا حوالي 120 مقاتلة من طراز إف - 16 من أمريكا خلال شهر أغسطس/ آب المقبل".
ولا يعتقد سلام أن "تؤثر هذه المقاتلات على مسار الحرب الأوكرانية ضد روسيا من الناحية الفنية، خاصةً أن الروس قصفوا من المطارات الأوكرانية، وقادرون أيضًا على تحديد إمكانها وقصفها هي الأخرى"، مضيفًا: "لذا وجب توفير غطاء أوروبي لمنظومة الدفاع الأوكراني لعدم تعرض هذه المقاتلات لخسائر دون تحقيق أهدافها".
ويتفق الأكاديمي والباحث السياسي الأوكراني، د. ميكولا باستون، بأن "المقاتلات الأمريكية لن تحقق حلم أوكرانيا في قطع رؤوس الدب الروسي، إلا حال التأكد من عدة أمور، أبرزها ما إذا كانت هذه المقاتلات من الجيل الرابع، والتي تستخدمها بالفعل كييف في حربها ضد روسيا، وما إذا كانت من الجيل الخامس المتقدمة، القادرة على مواجهة مقاتلات سوخوي الروسية الشهيرة".
وتوقع باستون في حديث لـ"إرم نيوز" أن "تتلقى كييف مقاتلات الـ إف - 16 من بولندا وهولندا وفقًا لأحدث المواصفات، وفي هذه الحالة تكون المقاربة بينها وبين المقاتلة الروسية سوخوي، متساوية، وتكون الأفضلية في قواعد الاشتباك لمهارة الطيار المقاتل".
وأكد المحلل السياسي أن "المقاتلات الأمريكية والأوروبية لن تكون قادرة على حماية المجال الجوي الأوكراني بالشكل الكامل، إلا أنها ستقلل من الصواريخ الروسية التي تخترق المجال الجوي الأوكراني دائمًا؛ بسبب الخلل في منظومة الدفاع الأوكراني بعد تعرضها للقصف".