سقط 93 شخصًا على الأقل، وأصيب مئات آخرون في اشتباكات في بنغلاديش الأحد، عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق عشرات الألوف من المحتجين المطالبين باستقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة.
وعدد الضحايا الذي يشمل 13 شرطيًا على الأقل هو الأعلى في يوم واحد في تاريخ بنغلاديش الحديث متجاوزًا 67 وفاة في 19 يوليو، عندما خرج طلاب للشوارع للمطالبة بإلغاء نظام للحصص بالوظائف الحكومية.
وأعلنت الحكومة حظر التجوال في أنحاء البلاد إلى أجل غير محدد، بدءًا من الساعة السادسة مساء (1200 بتوقيت جرينتش)، وهي المرة الأولى التي تتخذ فيها الحكومة مثل هذه الخطوة خلال الاحتجاجات الحالية التي بدأت الشهر الماضي. كذلك أعلنت عطلة عامة لثلاثة أيام تبدأ من الاثنين.
والاضطرابات، التي دفعت الحكومة إلى قطع خدمات الإنترنت، هي أكبر اختبار لرئيسة الوزراء منذ الاحتجاجات الدامية التي أعقبت فوزها بفترة رابعة على التوالي في المنصب في انتخابات جرت في يناير، وقاطعها حزب بنغلاديش الوطني، وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد.
واتهم معارضون، إلى جانب جماعات لحقوق الإنسان، حكومة الشيخة حسينة باستخدام القوة المفرطة لإخماد الحراك، وهو ما تنفيه رئيسة الوزراء والوزراء.
وأغلق متظاهرون طرقًا سريعة رئيسية الأحد، وبدأ طلاب حملة احتجاج للضغط من أجل استقالة الحكومة، وانتشر العنف في أنحاء البلاد.
"ليسوا طلابًا ولكن إرهابيين"
ووصفت الشيخة حسينة المتظاهرين بعد اجتماع للجنة الأمن القومي بحضور قادة الجيش والشرطة والجهات المعنية الأخرى "أولئك الذين يحتجون في الشوارع الآن ليسوا طلابًا ولكنهم إرهابيون يريدون زعزعة استقرار البلاد".
وأضافت "أناشد مواطنينا أن يقمعوا هؤلاء الإرهابيين بقوة".
واستهدف المحتجون مراكز للشرطة ومقار للحزب الحاكم وسط أعمال عنف في أنحاء البلد الذي يبلغ عدد سكانه 170 مليون نسمة.
وقال مسؤول الشرطة بيجوي بوساك إن 13 شرطيًا تعرضوا للضرب حتى الموت في منطقة سيراجانج شمال غرب البلاد.
وأشارت الشرطة إلى أن 11 على الأقل بينهم طالبان سقطوا وأصيب العشرات وسط اشتباكات عنيفة في عدة أماكن بالعاصمة داكا.
إصابات بطلقات نارية
وقال شهود إن اثنين من عمال البناء سقطا، حين كانا في الطريق إلى العمل، وأصيب 30 آخرون في منطقة مونسيجانج بوسط البلاد في اشتباكات بين المحتجين والشرطة وناشطين من الحزب الحاكم.
من جهته، أوضح مدير مستشفى المنطقة "نقلا إلى المستشفى، وقد فارقا الحياة بسبب إصابات بطلقات نارية".
ولفت شهود إلى أن 3 على الأقل سقطوا وأصيب 50 آخرون في منطقة بابنا في شمال شرقي بنجلاديش خلال اشتباك بين محتجين وناشطين من حزب رابطة عوامي الحاكم.
وأعلن مسؤولون بالقطاع الطبي وفاة 3 آخرين جراء أعمال عنف بمنطقة بوجورا شمالي البلاد، كما سقط 53 آخرون في 12 منطقة أخرى.
وقال وزير الصحة سامانتا لال سين، بعد أن خرّبت مجموعة مستشفى كلية الطب في داكا وأضرمت النيران في مركبات منها سيارة إسعاف، "الهجوم على مستشفى أمر غير مقبول... يجب على الجميع الامتناع عن هذا".
الحكومة تعطل الإنترنت
وأكدت شركات تشغيل شبكات الهواتف المحمولة أن الحكومة عطلت للمرة الثانية خلال الاحتجاجات في الآونة الأخيرة خدمات الإنترنت عالية السرعة. ولم يعد متاحًا استخدام منصتي فيسبوك وواتساب حتى عبر خدمات النطاق العريض.
وسقط الشهر الماضي ما لا يقل عن 150 شخصًا، وأصيب الآلاف، فيما ألقت الشرطة القبض على نحو 10 آلاف خلال أعمال عنف اندلعت بسبب احتجاجات قادتها مجموعات طلابية اعتراضًا على نظام لشغل الوظائف الحكومية قائم على الحصص.
وتوقفت الاحتجاجات مؤقتًا بعد أن ألغت المحكمة العليا معظم الحصص، لكن الطلبة عادوا إلى الشوارع في احتجاجات متفرقة الأسبوع الماضي مطالبين بالعدالة لأسر الضحايا.
وذكر بيان أن رئيس أركان الجيش الجنرال واكر الزمان أصدر توجيهات إلى ضباطه بضمان أمن الأفراد وممتلكاتهم والمنشآت الحكومية المهمة تحت أي ظرف من الظروف.
ونقل البيان عنه قوله "جيش بنغلاديش هو رمز لثقة الشعب. الجيش موجود دائمًا، وسيكون دائمًا موجودًا لمصالح الشعب ولأي احتياجات للدولة".