في حادث غير اعتيادي على صعيد روسيا والدول الغربية، أعلنت السلطات الروسية وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في سجنه، ولم تُعلن رسميا بعد أسباب وفاته.
فمن هو نافالني الذي لطالما أزعج الكرملين في تحركاته.
ولد أليكسي نافالني في 4 يونيو 1976 في مقاطعة موسكو، وهو محامٍ وناشط سياسي واشتهر بتحقيقاته في قضايا الفساد في روسيا، وهو صاحب أشهر مدونة اجتماعية سياسية في روسيا "LiveJournal" كما يعتبر منشئ ورئيس مشروع مكافحة الفساد "RosPil"، ويملك قنوات على موقع يوتيوب وصل عدد متابعيها إلى أكثر من ستة ملايين .
بدأت قصة نافالني مع مكافحة الفساد عام 2004، بعد أن أسس "لجنة حماية سكان موسكو"، وهي حركة على مستوى المدينة لمعارضي الفساد وانتهاكات حقوق المواطنين أثناء البناء في موسكو.
في عام 2008، أسس منظمة عامة سميت "اتحاد المساهمين الأقلية"، التي تحمي حقوق المستثمرين من القطاع الخاص.
شغل منصب مستشار حاكم مقاطعة كيروف.
قبل تعيينه مستشارا في إحدى المقاطعات الروسية، تم طرده من الحزب الديمقراطي الروسي الموحد "يابلوكا" في عام 2007 بتهمة إلحاق ضرر سياسي بالحزب.
وفي العام نفسه شارك نافالني في تأسيس الحركة الديمقراطية الوطنية "الشعب".
في نوفمبر تشرين الثاني 2009، نشر نافالني تدوينة حول صفقة لبنك VTB الروسي حيث اشترى البنك منصات حفر من الصين بسعر أعلى مرة ونصف المرة من سعر السوق، واتهم القائمين على الصفقة بسرقة 156 مليون دولار. كما نشر نافالني في تدوينته نسخاً من الوثائق المتعلقة بهذه الصفقة.
وأفادت إدارة الجرائم الاقتصادية التابعة لمديرية الشؤون الداخلية لمدينة موسكو، التي أجرت تحقيقا في هذه الصفقة، بأنه لم يتم العثور على أي انتهاكات. ومع ذلك، تم طرد أحد المسؤولين عن الصفقة من البنك.
نشر نافالني وثائق تحتوي على معلومات حول سرقة أكثر من 120 مليار روبل، أثناء تنفيذ مشروع نظام خط أنابيب شرق سيبيريا - المحيط الهادئ. وأثار الموضوع بلبلة كبرى في روسيا.
عام 2010، أعلن رئيس الوزراء (آنذاك) فلاديمير بوتين أن مكتب المدعي العام سوف يحقق في القضية، وفعليا أدانت المحكمة المتهمين بالاختلاس، واعتبر انتصاراً كبيراً لنافالني، بعد طرد كبير الموظفين في الشركة التي كانت تنفذ المشروع.
في نوفمبر تشرين الثاني 2010، عقدت لجنة هلسنكي التابعة للكونغرس الأمريكي، برئاسة السيناتور بنيامين كاردين، جلسات استماع حول الفساد في روسيا، وكان نافالني أحد المتحدثين باللغة الروسية في جلسة الاستماع. ونشرت شهادات المتحدثين في جريدة الكونغرس.
عام 2013 حصل نافالني على المركز الثاني في انتخابات عمدة موسكو. ومنذ ذلك العام بدأ المعارض الروسي برئاسة المجلس المركزي لحزب روسيا المستقبل.
وفي ديسمبر 2016، أعلن عن نيته المشاركة في الانتخابات الرئاسية الروسية التي جرت في مارس 2018، لكن لجنة الانتخابات المركزية رفضت تسجيله بسبب سجله الجنائي.
منذ عام 2010 بات نافالني متهمًا ومدعى عليه وشاهدًا في عدد من القضايا الجنائية والإدارية والمدنية والتحكيمية، التي يعتبرها نافالني نفسه وأنصاره ذات دوافع سياسية.
وحكمت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لصالح نافالني، حيث فاز بـ 6 شكاوى ضد السلطات الروسية في المحكمة بمبلغ إجمالي قدره 225 ألف يورو.
في 20 أغسطس 2020، دخل في غيبوبة نتيجة تسممه، حيث كان مسافرا على طائرة في رحلة داخلية، وتم علاجه في مستشفى شاريتيه في برلين.
وفي 2 سبتمبر/أيلول، أعلنت السلطات الألمانية أن نافالني تعرض للتسميم بمادة كيميائية من مجموعة نوفيتشوك.
في 7 سبتمبر/أيلول، تحسنت حالة نافالني، وتم إخراجه من غيبوبة طبية وفصله عن جهاز التنفس الصناعي.
تسبب تسميم نافالني في احتجاجات دولية حتى أن الاتحاد الأوروبي قام بفرض عقوبات على روسيا.
أنشأ نافالني مؤسسة مكافحة الفساد، التي اعتمدت على تبرعات من مواطنين روس لكن السلطات الروسية اعتقلته في يناير 2021؛ بتهمة اختلاس تبرعات للاستخدام الشخصي.
وفي فبراير 2021، أصدرت محكمة موسكو حكمًا بالسجن لمدة عامين و8 أشهر، وأحكاما أخرى لاحقة متتالية وصل أطولها إلى السجن لمدة 19 عاما؛ بتهمة إنشاء وتمويل منظمة متطرفة، وقد نفى جميع التهم الموجهة إليه.