لم يكن البنتاغون يتوقع أن تتمكن روسيا من تطوير قاذفة شبحية متقدمة في المستقبل القريب، إلا أن التطورات الأخيرة كشفت عن جهود جادة تبذلها موسكو لتطوير قاذفتها الشبحية من الجيل السادس "باك دا".
هذه القاذفة مصممة لمنافسة القاذفات الأميركية الشهيرة مثل "بي-2 سبيريت" و"بي-21 رايدر"، ما يشير إلى أن روسيا تسعى لتعزيز قدراتها الجوية بشكل كبير في الوقت ذاته، تعمل الصين على تعزيز وجودها في هذا المجال من خلال تطوير قاذفتها الشبحية "إتش-20"؛ ما يزيد من تعقيد المشهد الإستراتيجي العالمي.
إذا نجحت الصين في تطوير قاذفتها الشبحية، قد تجد روسيا نفسها متأخرة خلف الصين، وليس فقط الولايات المتحدة.
هذا الصراع يعكس سباقًا محمومًا للسيطرة على السماء، وقد يؤدي نجاح أي طرف في تطوير قاذفات شبحية متقدمة إلى تغيير موازين القوى العالمية بشكل جذري.
القاذفة الروسية "باك دا" التي من المتوقع أن تدخل الخدمة خلال السنوات القادمة، صُممت مع ميزات متقدمة للتخفي، مع قدرة على حمل حمولة تصل إلى 30 طنًا من الذخائر النووية والتقليدية، ومدى يصل إلى 12 ألف كيلومتر، ورغم أنها تعمل بسرعة تحت صوتية، إلا أنها تتميز بتقنيات متطورة مثل أنظمة التحكم المتقدمة ونمط الطيران دون طيار.
هذا بالإضافة إلى قدرات الحرب الإلكترونية، كما تم تزويد "باك دا" بتقنيات تخفٍ فائقة تشمل تقليل المقطع العرضي للرادار واستخدام مواد ممتصة لترددات الرادارات، وهي قادرة على حمل صواريخ كروز وصواريخ باليستية فرط صوتية بمدى يصل إلى 6500 كيلومتر.
أما القاذفة الأمريكية "بي-21 رايدر"، فهي تتميز بقدرة حمولة تصل إلى 15 طنًا من الذخائر ومدى مشابه لنظيرتها الروسية، مع قدرة على تنفيذ مهام طويلة المدى. تعتمد "بي-21" على تكنولوجيا تخف متقدمة للغاية تجعل اكتشافها عبر الرادارات الحديثة شبه مستحيل، وهي مصممة لحمل الأسلحة النووية والتقليدية؛ ما يتيح لها تنفيذ ضربات دقيقة في عمق أراضي العدو.
القاذفة الصينية "إتش-20" تقدم حمولة أكبر تصل إلى 45 طنًا من الذخائر مع مدى يصل إلى 8500 كيلومتر وسرعة تحت صوتية، وترتكز "إتش-20" على تقنيات تخف متقدمة؛ ما يجعلها قادرة على الوصول إلى أهداف بعيدة دون التعرض لاكتشاف الرادارات، مع إمكانية حمل الأسلحة التقليدية والنووية، مستفيدة من تصميم مشابه للقاذفات الشبحية الأميركية والروسية.
عند المقارنة بين هذه القاذفات، يتضح أن القاذفتين الأميركية والصينية تتفوقان في تقنيات التخفي المتقدمة، بينما تركز القاذفة الروسية "باك دا" على الجمع بين التخفي وقدرات الهجوم الثقيل، كما أن القاذفة الصينية "إتش-20" تتميز بالحمولة الإجمالية الأكبر؛ ما يمنحها القدرة على حمل ذخائر أكثر، في حين تتفوق القاذفة الروسية في المدى؛ ما يجعلها قادرة على الوصول إلى أهداف أبعد.
هذا السباق التكنولوجي بين القوى الكبرى يهدف إلى تحقيق التفوق الجوي، وقد يؤدي إلى إعادة تشكيل موازين القوى العالمية إلى حد بعيد.