"إن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل بالقوة بدلا من إرادة التعايش"..
كيم جونغ أون الزعيم الكوري الشمالي يدلي بأول تصريحاته بعد الانتخابات الأمريكية حول محادثات نزع سلاح بلاده النووي..
وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية نقلت عن كيم قوله خلال كلمة ألقاها في معرض دفاعي في العاصمة بيونج يانج "لقد اكتشفنا بالفعل كل السبل الممكنة للتفاوض مع الولايات المتحدة"..
مضيفا أن ما أصبح واضحًا هو "السياسة العدوانية والعدائية الثابتة" للولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية، وهي تصريحات تدل على موقف يرفض فيه الزعيم إحياء دبلوماسيته النووية مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب وفقا لتحليل صحيفة "وول ستريت جورنال".. فما الأسباب؟ وكيف ستكون النتائج؟
تقول الصحيفة إن إدارة التهديد الذي يشكله البرنامج النووي لكوريا الشمالية ستكون واحدة من التحديات الرئيسية التي سيواجهها ترامب في السياسة الخارجية خلال ولايته الثانية..
فمنذ أن غادر الأخير البيت الأبيض عام 2021، بدأت بيونغ يانغ بتعزيز نفوذها وتوسيع ترسانتها العسكرية، ونفضت عن نفسها غبار الانهيار الاقتصادي بعد جائحة كورونا في وقت عمقت فيه علاقاتها العسكرية والاقتصادية مع موسكو، وتعهد بمواصلة التوسع غير المحدود في تطوير ترسانته حيث بات لدى كيم أسباب كثيرة لطلب تخفيف العقوبات من واشنطن..
وهنا لا بد من الإشارة إلى الدعم الروسي حيث زوّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الكوري الشمالي بميزات لم تكن لديه من قبل بدءا من الغطاء الدبلوماسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ووصولا إلى التكنولوجيا العسكرية الحساسة، وربما هذا ما رأت فيه الصحيفة تمهيدًا لطرق ديناميكية مختلفة ستشهدها الأيام المقبلة بين ترامب وكيم بما يختلف كليا عن الجولة الأولى التي خاضاها في ولاية ترامب الأولى، حين التقى الرئيسان في 3 مناسبات وتبادلا الرسائل المنمقة والودية نوعا ما..
"قد يظن ترامب أن رسائل الحب كافية، لكن كيم أظهر خلال السنوات الخمس الماضية أنه مصمم على عدم فقدان ماء وجهه مرة أخرى".
وهذا ما قاله هوانج جي هوان، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيول، والذي كان مصرًا في رأيه على أن كيم لن يعيد ماضيه مع ترامب، فهو الآن بات يمتلك أوراق قوة أكثر مما سبق، وإن إلقاءه التصريحات في المعرض الدفاعي سمح له بالتفاخر بالقدرات النووية وإرسال رسالة إلى إدارة ترامب القادمة للابتعاد عن حملة الضغط على بلاده وبرنامجها النووي.