يبدو أن "المقامرة" الأوكرانية في كورسك تواجه خطر الفشل بعد مرور أكثر من 3 أسابيع على تنفيذها.. فبينما كانت كييف تأمل في تحويل مجرى الحرب عبر التوغل في الأراضي الروسية، تُظهر الوقائع أن الأمور تسير في اتجاه معاكس، إذ زادت روسيا من زخم هجماتها وتقدمت في شرقي أوكرانيا، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ورغم النجاحات الأولية التي حققتها أوكرانيا، بما في ذلك احتجاز جنود روس والسيطرة على مساحات كبيرة داخل الأراضي الروسية، لم تتراجع روسيا في الشرق الأوكراني، بل زادت من قوة هجومها الشرس على مركز النقل الرئيس في بوكروفسك في دونباس.
يبدو أن الجنرال الأوكراني أوليكساندر سيرسكي، الذي وضع هذه الخطة الجريئة، يواجه احتمال خسارة جزء كبير من جنوده المدربين تدريبا عاليا ومعدات حيوية في حال استمرار الفشل.
نيكو لانج المسؤول الدفاعي الألماني السابق وزميل مركز تحليل السياسات الأوروبية، أشار في تصريح للصحيفة الأمريكية إلى أن التوغل في روسيا منح أوكرانيا مكاسب مثل أسرى الحرب ورفع الروح المعنوية، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يظل متمسكًا باستراتيجيته في الشرق.. يقول لانج: "بوتين يدرك أن أوكرانيا لن تستطيع الاحتفاظ بكورسك، ولذلك يوجه تركيزه على معركة أكثر أهمية في دونباس".
مع تصاعد وتيرة الهجوم الروسي، اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن جبهة بوكروفسك تمثل التحدي الأكبر في الحرب الحالية، في حين أعلن سيرسكي أن روسيا نقلت 30 ألف جندي للرد في كورسك ولكن ليس من دونيتسك.. وبينما تستمر المعارك الدموية في الشرق، يفر المدنيون الأوكرانيون من المناطق المتضررة بحثًا عن الأمان.
لكن الأكيد هو أن المواجهة في كورسك باتت تلقي بظلال ثقيلة على مستقبل الحرب وصمود أوكرانيا في وجه التحديات المتزايدة على مختلف الجبهات.