كلمة لنعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله
بالتزامن مع مقتل "إمبراطور تهريب البشر" الليبي المعروف بالبيدجا، والإعلان عن تفكيك شبكة ضالعة في الاتجار بالمهاجرين جنوب غرب البلاد، يعود ملف العصابات التي لم تعرف معنى الرحمة يومًا إلى واجهة أحداث الساحة الليبية..
أكثر من ألف و300 مهاجر تعرضوا لأبشع فصول التعذيب والاغتصاب والاحتجاز القسري والابتزاز..
هذا ما ظهر في التحقيقات الأولية الصادرة عن مكتب النائب العام، وما خفي أعظم، فالمخازن السرية التي أزيح الستار عن عدد قليل منها أظهرت كمّ المعاناة التي يعيشها المهاجرون ممن ظنوا أن حياة جديدة قد تُكتب لهم، فجاؤوا من دول المحيط الليبي، على أمل الوصول إلى بر الأمان، ليصطدموا بواقع تُتقنِ فيه العصابات فنّ الإجرام..
تحتجزهم وتطلب الفدية المالية من ذويهم، وهنا يبدأ فصل جديد من فصول الابتزاز والتعذيب، ففي ليبيا لم يقتصر الأمر فقط على احتجاز المهاجرين غير النظاميين، إذ تجد على الشواطئ سماسرة خبراء تُدفع لهم الأموال مقابل تأمين قارب متهالك يغرق بالمهاجرين قبل أن يُبحر حتى..
في صبراتة وزوارة والزاوية وغيرها تدير العصابات المتخصصة بالاتجار بالبشر أنشطتها بعيدا عن أعين أجهزة الأمن التي تُعلن بين الحين والآخر عن مداهمة وكر سري لتلك العصابات التي رأى محللين إنها تحولت إلى مصدر لتمويل الإرهاب خاصة في غربي ليبيا..
المهاجرون يقعون رهينة في حرب الميليشيات التي توزعهم بحسب تخصص كل منها، فهناك ميليشيات تعمل على جلب المهاجرين من دول أخرى وميليشيات تعمل على تصدير المهاجرين إلى سواحل الدول الأوروبية، وثالثة تعمل على إرسال المهاجرين الذين كتبت لهم العودة من رحلات فاشلة كخدم في المنازل أو دروع بشرية أو عمالة، وذلك بحسب مصادر أمنية ليبية..
ووسط تشديد الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي على ضرورة تسريع وتيرة العمل وتكثيف التواصل والسعي للحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية وتداعياتها، يلفظ الكثير من المهاجرين أنفاسهم الأخيرة وسط مخازن وحظائر ومزارع أُغلقت أبوابها مستقبلهم الذي ضاع على يد عصابات الاتجار بالبشر وأحلامهم.