الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق نحو 70 صاروخا من لبنان منذ منتصف الليلة الماضية
يبدو أن رياح الحرب لم تأتِ بما اشتهت سفن زيلينسكي هذا ما تتحدث عنه بعض التقارير.. فطموحات الرئيس الأوكراني التي رآها ورقة حاسمة في أي مفاوضات مستقبلية على أرض مقاطعة كورسك الروسية بدأت تتلاشى مع مرور الوقت.
في الميدان تتأرجح موازين القوة في صراع يتجدد كل يوم.. حيث تشهد جبهة كورسك معارك شرسة.. استعادت فيها القوات الروسية المبادرة مكبدةً الأوكرانيين خسائر كبيرة، بينما تستمر في التقدم على جبهات الشرق الأوكراني.
وبهذا انقلبت الآمال الأوكرانية من اختراق استراتيجي في العمق الروسي إلى كابوس يطارده الفشل.. وفي ظل هذا الواقع المتغير جاء تقرير "الفايننشال تايمز" مستندًا إلى "معهد دراسات الحرب" ليكشف كيف تمكنت روسيا من تجنب إرسال قواتها المدربة جيداً من محيط بوكروفسك، واختارت بدلاً من ذلك سحب وحدات من مناطق أخرى أقل أهمية، مثل خاركيف وزابوريجيا، لتكوين قوة صاعقة قوامها 30 ألف مقاتل قادرة على استعادة كورسك تدريجياً.
هذا التحرك الاستراتيجي أظهر أن روسيا كانت مستعدة لكافة السيناريوهات في كورسك، مما جعل الرد الروسي على الهجوم الأوكراني غير متوقع.
وكان لافتاً الصمت الروسي المتزن إزاء هذا الهجوم حيث أظهر بوتين استعداده للمفاوضات، بينما صرح سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو بشكل قاطع "لن تكون هناك مفاوضات قبل طرد القوات الأوكرانية من كورسك."
من منظور المحللين فإن موازين المعركة قلبت الطاولة على زيلينسكي، فالقوات الأوكرانية استُنزفت بشكل كبير في كورسك دون تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وخسرت نخبة قواتها المدربة مقابل مكاسب بسيطة على الأرض، في وقت لم تُجبر فيه موسكو على التفاوض كما كان يطمح زيلينسكي.
حتى الدعم الغربي المتجسد في طائرات (F16) وأسلحة أخرى لم يحدث أي تغيير على الأرض، وجاء تصريح وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن ليزيد الطين بلة حيث أكد أنه "لا يوجد حل عسكري للصراع في الأفق القريب".
وفي خضم هذا الإخفاق تعرض زيلينسكي لسيل من الانتقادات اللاذعة من قبل الجنود والمشرعين والمحللين العسكريين وفقاً للفايننشال تايمز، حيث أشار البعض إلى أن التوغل في كورسك أضعف المواقف الأوكرانية في أماكن أخرى، وفتح المجال أمام تقدم روسي سريع في شرق أوكرانيا.
والروس الآن على مقربة من مدينة بوكروفسك الاستراتيجية؛ مما أجبر القوات الأوكرانية التي تعاني نقصاً في العدد والعتاد على التراجع والتخلي عن مواقعها الدفاعية.
لقد أصبحت آمال أوكرانيا في قلب الطاولة على موسكو مجرد أحلام بعيدة المنال، بينما يتزايد الضغط على القيادة الأوكرانية لإعادة تقييم استراتيجيتها في مواجهة عدو يبدو أنه يزداد قوة على الأرض.