خفر السواحل الصيني يعلن تنفيذ "عمليات تفتيش" في المياه المحيطة بتايوان
بينما كانت القوات الروسية تتقدّم في الشرق الأوكراني وتواجه ضغوطًا على بعض جبهات القتال.. عيّنت موسكو الجنرال ألكسندر لابين مسؤولًا عسكريا للإشراف على الأمن في مقاطعة كورسك الروسية.
وبقرار مفاجئ اختار الجنرال لابين تفكيك مجلس أمني كان مكلفًا بحماية الحدود الروسية المعرّضة للخطر.. وأكد لابين حينها أن الجيش الروسي وحده يملك القوة والموارد اللازمة لحماية حدود البلاد.. لكن هذه الخطوة الجريئة سرعان ما كشفت عن ثغرة كارثية في الدفاعات الروسية، ما أدى إلى واحدة من أكثر الهجمات الأوكرانية جرأة ونجاحا في الحرب المستمرة منذ عامين ونصف العام.
هذا القرار لم يكن السبب الوحيد حتما لكنّه كان جزءا من سلسلة أخطاء كارثية قادت إلى انهيار الدفاعات الروسية عندما شنّت القوات الأوكرانية هجومًا مباغتًا وعبرت الحدود إلى داخل كورسك.
ووفقًا لتقرير مطول لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن فشل القوات الروسية في الاستجابة بسرعة وفعالية لهذا التوغل لا يمكن تحميله للجنرال لابين فقط، فالمشكلات الهيكلية في النظام العسكري الروسي كانت واضحة.
أبرزها المركزية المفرطة في القيادة الروسية، التي ميزت عهد الرئيس فلاديمير بوتين، أسهمت في تأخير استجابة الجيش الروسي للأحداث المتسارعة، وبسبب هذه المركزية فقدت القوات الروسية القدرة على الارتجال والرد السريع على التطورات في الجبهة، وهو ما أكده الدبلوماسي الأميركي السابق ويليام كورتني لوول ستريت جورنال.
أما تفكيك المجلس الأمني المكلف بحماية الحدود أدى لتجميد جهود موسكو في تنظيم استجابة فعالة للهجوم الأوكراني وسط حالة من الفوضى والتخبط بين الوكالات الأمنية المختلفة.
تقول الصحيفة الأمريكية في تقريرها إن الهجوم الأوكراني على كورسك ذكّر الروس بأحداث التمرد الذي قاده يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر، الذي وجه تحديا مباشرا للقيادة العسكرية الروسية.. حينها أرسل بريغوجين قواته نحو موسكو وعلى الرغم من التحذيرات التي تعهد بها سابقا، فوجئ الكرملين بتحركات بريغوجين، ما أدى إلى تجمد القيادة الروسية أمام هذا التحدي.
وفي كورسك تكرر نفس السيناريو، بحيث تجاهلت القيادة الروسية تحذيرات الجنرال لابين حول تحركات القوات الأوكرانية، واعتبرت أنها مجرد خدعة نفسية.. هذه التجاهلات وعدم اتخاذ الإجراءات المناسبة مثل تعزيز الدفاعات الحدودية وزرع الألغام، جعلت القوات الأوكرانية تدخل إلى روسيا دون أي مقاومة تذكر.