هذه جريمة تمثل تصعيدا خطيرا يغير قواعد اللعبة، ويستجلب لصاحبه العقاب والتأديب، هكذا علقت السفارة الإيرانية في بيروت على استهداف الضاحية الجنوبية، فكيف سترد طهران على هذه الضربة؟
تقف إيران في موقف الحياد منذ أسابيع طويلة دون تدخل عسكري واضح في حرب غزة أو لبنان مؤخرا، وتحديدا منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران إسماعيل هنية، وإصابة سفيرها في لبنان متأثرا بتفجير أجهزة البيجر مؤخرا، في وقت يعتبر فيه محللون بأن الموقف الإيراني سيحدد مسار المرحلة القادمة، حيث يرى البعض بأن تجنب إيران لأي رد حاليا، يعني تحولا كبيرا على مستوى المنطقة، حتى وإن حصل الرد الإيراني، وكان بشكل محدود، فإن هذا سُيعرف على أنه نجاح إسرائيلي.
وبين الرد من عدمه، فإن الحسابات الأمريكية قد تلعب دورا كبيرا، وتجبر الولايات المتحدة لأن تقول "كفى" لإسرائيل، فما وصل إليه الحال يمكن اعتباره بداية علنية لحرب شاملة، ستُجبر أمريكا على اتخاذ موقف حازم، لاسيما وأن ما يجري يسبق الانتخابات الأمريكية بشهر ونيف ليس إلا، ويتزامن مع تصريحات إيرانية تبدو برنة أعلى هذه المرة، حيث أكد علي لاريجاني مستشار المرشد الأعلى الإيراني أن الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل، فمع اغتيال قادة المقاومة سيحل آخرون محلهم، واصفا ما جرى بالجريمة المكشوفة.