قبل قرن من الآن كان الراديو ملاذا للمرشحين للانتخابات الأمريكية لإبلاغ أصواتهم إلى الناخبين، لكن سنة 2024 هي "سنة تيك توك" كما يقول متابعون للاستحقاق الانتخابي الأكثر جذبا للاهتمام في العالم.
وبين الراديو و"تيك توك" رحلة طويلة من التطورات والمتغيرات التي عرفتها وسائل الاتصال والتواصل والتسويق الانتخابي... فدخل التلفزيون على مشهد التنافس السياسي وسلك طريقه إلى سباقات الرئاسة الأمريكية، ما كان يُوصف حينها بـ "ثورة الصورة".
لكن "الثورات" تتالت، وانتقلت مجالات اهتمام المرشحين والناخبين من التلفزيون إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى هذه الوسائل لها جمهور مختلف ومتغير في كل مرة، وما على المرشحين سوى تعقّب المنصات الأكثر جذبا والأوفر متابعة.
وقد رافق انتخابات 2016 صعود لافت لمنصة "فيسبوك" كإحدى وسائل التواصل الاجتماعي الأوسع انتشارا، وظهر حينها مصطلح "الأخبار الزائفة" وتم استخدام هذه المنصة لترويج البرامج الانتخابية وأيضا لتشويه الخصوم.
أمّا انتخابات 2020 فطغت عليها تغريدات "تويتر" (إكس حاليا) وكانت تلك المنصة وسيلة بالغة الأهمية لمتابعة الفعاليات وخطابات المرشحين...
أمّا عام 2024 فهو عام "تيك توك"، المنصة الأخرى الجاذبة، التي يراهن المرشحان الجمهوري والديمقراطي عليها للوصول خاصة إلى قلوب الشباب، الأكثر استخداما لهذا التطبيق.
ومن المفارقة أن الولايات المتحدة تخطط لحظر التطبيق المملوك لشركة صينية، لكن يبدو أن انتشاره بشكل واسع في أوساط الشباب دفع كلا المعسكرين إلى اللجوء إليه في هذه المحطة الانتخابية التي ستكون فيها الأصوات ثمينة ومحسوبة