حزب الله: قصفنا قوة إسرائيلية أثناء محاولتها التسلل للأراضي اللبنانية
خسائر الجيش في مالي كبيرة، أو الجيش المالي يتكبد خسائر بالجملة، تختلف الطرق والنتيجة واحدة حتى ولو غابت الأرقام الحقيقية، هنا في مالي صراعات تتداخل فيها المصالح التي حولت البلاد إلى بقعة حرب بين الجيش المالي مع قوات فاغنر الروسية التي حطت أقدامها هناك لأول مرة العام 2021 من جهة، وبين جماعات مسلحة متمردة، تمولها أياد خفية، ويتعاظم وجودها مع الوقت.
في السادس من تموز يوليو، لعام 2024 أعلن قادة "تحالف دول الساحل"، وهي بوركينا فاسو والنيجر ومالي، إنشاء كونفدرالية لدولهم الثلاث والقطيعة التامة مع دول غرب أفريقيا إكواس، وذلك عبر رؤساء عسكريين تولوا السلطة إثر انقلابات طالت هذه الدول الثلاث في فترة امتدت بين الأعوام الـ 2020 و2023، قاطعين العلاقات العسكرية والدبلوماسية مع الحلفاء الإقليميين والقوى الغربية، ومنذ ذلك الحين، فإن الاستقرار مغيب عن هذه الدول ولمالي نصيب الأسد من هذا، فهل تدعم أمريكا من يحارب ضد جيش مالي؟ وهل تستغل واشنطن هذه المساحة الإفريقية لخوض حرب في ملعب منفرد مع موسكو؟
تفرض أمريكا منذ أكثر من عام عقوبات بالجملة على قادة عسكريين في مالي؛ بسبب ما وصفته بتسهيل نشر مجموعة فاغنر الروسية لهم هناك وتوسيع نطاق أنشطتها في البلاد، وهي قوات أفاد تقرير بي بي سي بأن عددها في مالي بقرابة 1000 جندي، بل إن واشنطن قدرت بأن عدد الضحايا المدنيين في مالي تزايد منذ بدء فاغنر نشاطها هناك بنسبة مرعبة بلغت أكثر من 270%، وكل هذا يأتي في إطار حرب كلامية تخوضها الولايات المتحدة ضد قوات روسية في مالي، أما فيما يخص الدعم المادي فلا دليل ملموس واضح على انخراط أمريكا بهذا، سوى أرقام تعزز النفوذ الأمريكي في أفريقيا بالعموم، والحديث هنا عن 6 إلى 7 آلاف جندي أمريكي و46 قاعدة عسكرية أمريكية في أفريقيا، وهي أرقام تبررها ثروات القارة السمراء، فما بالك بالحديث عن جنة هذه القارة ثرواتيا "مالي"، التي تنتج 100 مليون طن من اليورانيوم سنويًا، وتحتل المرتبة الثالثة في أفريقيا من حيث إنتاج الذهب بـ61.63 طنًا بعد كل من غانا وجنوب أفريقيا، بينما تنتج 300 مليون برميل من النفط يوميًا مع احتياطي يبلغ 75 مليار برميل، وهي أرقام عمرها 3 أو 4 سنوات فقط قبل احتدام الصراع.
بوكو حرام، وحركة أنصار الدين وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم القاعدة وحركة الجهاد والتوحيد في غرب أفريقيا، جماعات خمس تقاتل "جهاديًا" في مالي، وإن الدعم لهم وإن تعددت وجهات النظر حول هوية منفذه، إلا أنه بطبيعة الحال يعكس مصلحته في القارة الأفريقية، وربما خارجها أيضًا، وهذا ما تنادي به الأصوات التي تؤيد فكرة إدخال أمريكا لروسيا بحرب استنزاف لها في أماكن بعيدة عن أوكرانيا، وربما مالي واحدة منهم .