مسؤول أمريكي: إسرائيل تتباطأ في مشاركة تفاصيل خططها مع واشنطن بشأن الرد على إيران
هو ليس سجنا كغيره من السجون، يشهد أحداث عنف وتمرد وإطلاق نار من حين إلى آخر، ويخضع لـ "إدارة" النزلاء الذين يتولون ضبط النظام داخله.
سجن ماكالا، أو جحيم كينشاسا هو أكبر سجن بجمهورية الكونغو الديمقراطية وأقدمها، بعُمر يمتد على نحو 70 عاما؛ إذ تم بناؤه عام 1957، بعيدًا عن وسط المدينة، في الوقت الذي كانت فيه العاصمة كينشاسا لا تزال تسمى ليوبولدفيل وكانت البلاد خاضعة للاستعمار البلجيكي.
ويمثل "ماكالا" واحدا من أكثر السجون اكتظاظا في العالم، فهو السجن الوحيد بالعاصمة، بطاقة استيعاب تبلغ 1500 سجين، لكنه يأوي ما يقرب من 14 ألفا، وفق أحدث إحصائيات "مؤسسة بيل كلينتون للسلام".
وتعاني أجنحته الأحد عشر نقصا في الصيانة، حيث يتكدس النزلاء بعضهم فوق بعض وتؤدي ظروف الاعتقال القاسية إلى وفاة مئات منهم سنويا.
ففي سنة 2023 وحدها أحصت مؤسسات حقوقية 505 حالات وفاة بين السجناء الذين كثيرا ما يعبرون عن غضبهم من عدم الالتزام بإصدار السلطات القضائية الأحكام بشأنهم خلال المهلة التي ينص عليها القانون، إضافة إلى "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" وفق قولهم.
ومن بين نحو 14 ألف سجين تم إدانة 2200 فقط، وصدرت بشأنهم أحكام بالسجن، بينما يخضع البقية للحبس الاحتياطي؛ ما يضع السلطات أمام مسؤوليات قانونية وأخلاقية، ويضاعف الضغوط عليها.
وتمثل هذه الوضعية عاملا كافيا لتغذية التمرد داخل السجن الذي كان في الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين مسرحا لمحاولة فرار عدد من السجناء تحت غطاء إطلاق نار مكثف؛ ما دفع الشرطة إلى التدخل وقتل البعض واعتقال البعض الآخر من السجناء، بينما تحدثت مصادر عن عمليات اغتصاب عدد من السجينات خلال ساعات الفوضى التي اجتاحت السجن.