قوات إسرائيلية تقتحم مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية وتداهم محلاً للصرافة وعدة منازل
في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي الواسع في الضفة الغربية بدأت الأصوات تتعالى والتحذيرات تتوالى من انزلاق الضفة نحو المواجهة الشاملة، عقب أكبر عملية عسكرية إسرائيلية تحدث هناك منذ ربع قرن.
عمليات مداهمة وتفتيش واشتباكات، ولكن ما يدور على الأرض في الضفة التي تعيش على صفيح ساخن لا يتوقف هنا، فالنيات الإسرائيلية المبيتة كثيرة، ومع تصعيد العمليات وازدياد كثافة المواجهات لم يتوقف الحديث عن تهجير الفلسطينيين، الفكرة التي جاءت على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتصريح قال فيه ---، ولعل كلام الوزير سرعان ما تحول إلى حقيقة، فمشاهد الدمار في البنية التحتية القادمة من طولكرم تثبت ذلك، وتثبت أن أحاديث الوزراء في حكومة نتنياهو حول "تفريغ المخيمات" بات يُترجم في الضفة، إلى جانب استمرار سقوط القتلى والجرحى الفلسطينيين، وحصار المستشفيات، وانقطاع الاتصالات وشبكة الإنترنت في بعض المناطق في سياسة مشابهة لما نفذه الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة.
بالنيران والقذائف والعبوات الناسفة التي تستهدف الآليات العسكرية الإسرائيلية، وربما قد تصل الأمور إلى العمليات الفدائية، هكذا ردت الفصائل الفلسطينية بدءًا بكتائب شهداء الأقصى، مرورًا بكتائب القسام ووصولًا إلى سرايا القدس، إذ أجمعت على أن التصدي للعملية العسكرية في الضفة يحرز نتائج كثيرة، ويحقق إصابات مباشرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، مؤكدة أن إسرائيل تحاول نقل ثقل الصراع بغية فرض وقائع ميدانية جديدة تهدف إلى ضم الضفة، ولكن ذلك وإن دل على شيء بحسب مراقبين، فهو يدل على أن الأوضاع تتجه إلى ما هو أسوأ، خاصة مع وصول مزيد من التعزيزات العسكرية للجيش الإسرائيلي، وتكثيف عملياته في جنين وطوباس وطولكرم وغيرها في شمال الضفة ومخيماتها التي عانت الأمرين منذ بدء الحرب في غزة، وها هي اليوم تعاني مزيدًا وسط حالة من تصاعد العنف والقلق حول ما ستؤول إليه الأمور.