ميليشيات عراقية تعلن مهاجمتها بالمسيّرات "هدفا حيويا" في إيلات
على مدى عقود خلت كانت المناظرة الرئاسية في أمريكا انطباعاً أول مهماً، وفرصة لفرد عضلات الثقة ونوعية الكاريزما التي تقع تحت اختبار حاسم أمام الشعب، لرئيس محتمل قادم، فحملت المناظرات التي بدأت بالضبط قبل 64 عاما، لحظات لا تُنسى، ساهمت مع غيرها من العوامل برفع رصيد رئيس وتحييد آخر عن المنافسة.
إن ثبات الرئيس الأسبق لأمريكا جون كيندي في أجوبته ولغة جسده الرصينة عام 1960 في أول مناظرة عرفتها أمريكا، كان سبباً دامغاً رفع من شعبيته وزاد ثقة الناس فيه، مقارنة بنظيره الذي بدا متصبب العرق وغلبه المرض آنذاك ريتشارد نيكسون، وهو الأمر الذي دفع بعجلة كينيدي للدوران أسرع نحو البيت الأبيض.
توقفت المناظرات في أمريكا من تلك السنة حتى عام 1976، وفي لحظة أخرى من لحظات مناظرات الرؤساء الأمريكيين العالقة في الأذهان، كانت الطريقة التي لعب فيها الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان على الكلام، حيث كان حينها أكبر رؤوساء أمريكا بعمر 73 عاما، ولم يتردد بإدخال حس الفكاهة على إجابة المذيع السائل آنذاك حول عمره وقدراته، وما إذا كان قادراً على النوم لساعات قليلة في أيام الطوارئ، أو التعامل مع الموظفين الذين يصغرونه عمراً في البيت الأبيض فرد قائلاً:
ومثلما كان للأجوبة وخطة العمل حصة من نصيب الثقة لدى أي رئيس محتمل في مناظرته، فإن للغة الجسد أيضاً نصيب من المعركة، حيث الانطباعات تصبح مع الوقت بصمة تلازم صاحبها، سلباً أو إيجاباً، وهنا مثال واضح، تجسد بنظرة خاطفة لجورج بوش الأب تجاه عقارب ساعته، أثناء سؤاله عن الدين الوطني لأمريكا وكيف أثر به شخصياً عام 1992، الأمر الذي قوبل بسخط إعلامي فاعتُبرت هذه الحركة غير مسؤولة وتدل على شعور الرئيس بالملل، سيما وأنه تعثر بإجابته لأكثر من مرة.
كثيرة هي الأمثلة لعثرات رؤساء في مناظراتهم، رسمت قواعد للناخبين لاختيار مرشحهم الذين اعتبروه أهلاً لمنصبه، ولعل تعثر بايدن في مناظرته الأخيرة أمام ترمب كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ونحّته جانباً نظراً لقدراته العقلية، حيث إن أي علامة صغيرة لدى أي مرشح هي شيء يمكن للناخبين استغلاله، ويمكن أن يغير الطريقة التي ينظرون بها إلى المرشح.