غارة إسرائيلية على محيط "معبر المصنع" اللبناني قطعت الطريق الدولي بين لبنان وسوريا
في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل تصعيد عملياتها العسكرية ضد حزب الله يبقى السؤال المحير لماذا لم يطلق الحزب صواريخه الأكثر تطورًا بعد؟
صحيفة التلغراف البريطانية تكشف عن الأسباب الغامضة وراء تردد زعيم الحزب حسن نصر الله في إشعال حرب شاملة .. فبرغم امتلاكه ترسانة هائلة تشمل صواريخ دقيقة بعيدة المدى، إلا أن الحزب يحافظ على سياسة الحذر وسط توترات تزداد يومًا بعد يوم.
يُوصف حزب الله بأنه "القوة المقاتلة غير الحكومية الأعظم في العالم"، حيث تتفوق قدراته العسكرية على العديد من جيوش دول المنطقة.
ترسانة الحزب تضم صواريخ قادرة على ضرب أي مدينة إسرائيلية، إلا أن رد الفعل كان حتى الآن فاتراً في مواجهة الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة.
وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة في قياداته وتفجير مواقعه الحساسة، إلا أن الحزب لم يتجه حتى الآن لاستهداف المراكز السكانية الإسرائيلية بأسلحته المتطورة وسط غموض حول توقيت وشكل الرد المحتمل.
الصحيفة البريطانية أرجعت ذلك إلى قيود إيرانية حيث يعد الحزب ورقة رابحة لطهران في حال وقوع هجوم على برنامجها النووي، كما أن إيران تعدّ أن إطلاق صواريخ الحزب بشكل مكثف سيضعف من قوة الردع الخاصة بها.
ومن جهة أخرى هناك حسابات خاصة بقيادة الحزب فهو لا يريد الانزلاق إلى حرب شاملة في وقت يترقب فيه بنيامين نتنياهو فرصة لجر الولايات المتحدة إلى الصراع.
ثمة من يرى أن الحزب رغم قوته التي تضاعفت عشر مرات منذ عام 2006 يبدو أنه يفضل استراتيجية "الإرهاق" لإسرائيل فبدلاً من حرب قصيرة وعنيفة يفضل الحزب حربًا طويلة الأمد منخفضة الشدة، تستنزف قدرات العدو وتضعف إرادته.. وهذه الاستراتيجية تتناسب مع طبيعة ترسانة الحزب، فهي تسمح له بتوجيه ضربات موجعة دون الدخول في مواجهة شاملة قد لا يكون فيها النصر مضمونًا.