حزب الله يقول إنّه استهدف شركة "صناعات عسكرية" إسرائيلية شرق عكا
في لعبة "توازن الرعب" بين الدول الكبرى المتصارعة، ينعدم خيار "التفوّق" العسكري لأحدها.. فإن لاحت بوادره يستنفر البقيّة للتعامل معه على أنه "تهديد جديد" إلى أن تعود الكفّة إلى وضع التوازن.
كما هو الحال بالنسبة للكلاب الروبوتية الصينية "المسلّحة".. والتي منذ أن رأت النور باتت تقضُّ مضجع الولايات المتحدة، على أنها "مستوى مختلف من القتال"، ربما يُستخدم في الصراعات المستقبلية المحتملة، بحسب ما تم تناوله في جلسة مناقشة للكونغرس خلال يونيو الماضي، بعد أن ظهرت الروبوتات المسلحة في مقطع مصور عرضته هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية، خلال "مناورات التنين الذهبي" الأخيرة مع كمبوديا في خليج تايلند، التي شارك فيها أكثر من 2000 جندي، وعشرات السفن الحربية.. ووصفها متحدث باسم الجيش الصيني بأنها يمكن أن تكون بمثابة "عضو جديد في عملياتنا القتالية الحضرية".
ما يفسّر القلق الأمريكي من الإصدارات الجديدة لتلك الكلاب الروبوتية، على الرغم من أنها لم تكن المرة الأولى.. فقد سبق أن نشرت شركة الدفاع الصينية "كيستريل ديفانس" مقطع فيديو يظهر طائرة مسيرة وهي تسقط ما يشبه الكلب الروبوتي وقد ثُبّتت على ظهره بندقية آلية خفيفة من طراز "كيو بي بي97" واصفةً قدراته في دعم القوات البرية خلال الاشتباك مع "العدو" وتقليل الخسائر البشرية..
ورغم وجود محاولات أمريكية حقيقية في مجال الكلاب الروبوتية، إلا أنها لم ترتقِ إلى مستوى تلك الصينية، التي يبدو الجيل الجديد منها أكثر تطوراً، بقدرات استثنائية على رصد التضاريس المحيطة بدقة متناهية، عبر تقنية "الليدار" المتقدمة التي تحدد المدى عن طريق الليزر، إضافةً إلى تدريب محاكاة بالذكاء الاصطناعي، يسمح للروبوت بحركات متقدمة تشتمل على مرونةٍ تمنحه القدرة على التوازن وتسلق العوائق.. ناهيك عن بندقية "كيو بي زد-95 الآلية على ظهره، برصاصة يبلغ مداها 800 متر، يمكنها اختراق صفائح فولاذية لعمق 3 مم، ما يمكنه من تأدية مهام اقتحام ومسح الأماكن الخطرة لتأمينها من الكمائن والألغام المتفجّرة قبل دخول القوات إليها، حيثُ يمكن تزويده بكاميرات وأجهزة استشعار وتشويش ليكون فاعلاً في مجال الحرب الإلكترونية أيضاً..
كل ذلك يشير إلى قدرة الكلب الروبوتي الصيني على أن يردف القوات في الميدان باعتباره "المقاتل الانتحاري"، بينما يعمل "سينتري" نظام الأسلحة عن بعد الأمريكي، على كشف الهدف والتعرف عليه ليمرر المعلومات إلى مشغل بشري يتخذ القرار بالاستهداف.. وحاجته تلك للتوجيه البشري تجعل الكلب الروبوتي الصيني متفوقاً في قدرته على التفاعل مع الفريق المرافق له ومع الظروف المحيطة والقدرة على الاقتحام المباشر حال الضرورة، والعمل كمسيّرة انتحارية، والتطويق والتمويه.. وصولاً إلى نقل المصابين والمواد الطبية وغيرها من المهام المعقدة، ويضع الصين في خانة "المنافس القوي" للولايات المتحدة في تصنيع الروبوتات لأغراض العسكرية، وذلك لامتلاكها البنية التحتية المطلوبة لهذا النوع من الصناعات..
في حين لا يمكن للصين أو غيرها منافسة الولايات المتحدة على مستوى الصناعات العسكرية التقليدية، والتي تثبت التفوق الأمريكي منذ عقود..
إلا أن الثغرات القاتلة في الأنظمة المستقلة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، تسمح لها بالتصرف بشكل غير متوقع في بعض المواقف خلال المعركة، ما يؤدي إلى عواقب خطيرة، ربما تنتج أيضاً عن تعرضها للاختراق والهجمات السيبرانية، والتلاعب بها لمهاجمة أهداف عشوائية قد تكون "نووية" ما يشعل فتيلاً لكارثةٍ عالمية مدمّرة..