كمال الأجسام في سوريا.. الصعوبات الاقتصادية تحاصر اللاعبين
تعتبر معظم الألعاب الجماعية والفردية، من الرياضات الخاصة بجميع طبقات المجتمع خاصة الفقراء، لكن رياضة كمال الأجسام تحجز لنفسها مكانا خاصا على اعتبار أنها تحتاج للكثير من الأموال والأنظمة الغذائية المعقدة، كالكميات الكبيرة من اللحوم والبروتينات والكربوهيدرات، والوجبات الإضافية باهظة الثمن.
وفي سوريا، فإن كل ما ذكر بات الحصول عليه أشبه بمعجزة بالنسبة للاعبي كمال الأجسام، بسبب تدهور القدرة الشرائية، وارتفاع التكاليف، والعقوبات التي تمنع دخول المكملات الصناعية إلى البلاد، وإن وجدت فستكون بعشرة أضعاف سعرها.
"إرم نيوز" التقت اللاعب والمدرب السوري أمين الحارث، وتحدث عن الصعوبات الكبيرة جدا، التي تواجه لاعب كمال الأجسام، ماديا وصحيا واجتماعيا، خاصة إذا كان اللاعب شغوفا ويسعى دوما لتحقيق الألقاب، وهنا لا بد من التأكيد أن الألقاب ستكون مكلفة ماديا وصحيا بسبب التكاليف الغذائية، واستعمال المكملات الصناعية، التي من شأنها أن توثر على حياة الإنسان وتسبب مشاكل بالدماغ والقلب والكبد والمعدة، إذا ما تم استخدامها بشكل عشوائي، دون استشارة طبيب أو مدرب محترف.
وانتقد الحارث غياب الشركات الراعية عن لعبة كمال الأجسام، وإنْ وجدت فالمقابل المادي زهيد جدا، كما إن غيابها لا يساعد في المشاركة بالبطولات الخارجية المفتوحة، التي لا تشترط وجود لاعب ضمن منتخب وطني للمشاركة.
أما اللاعب والمدرب وائل قاروط، الذي تخلى عن مهنته الأساسية كصائغ ذهب، لصالح لعبة كمال الأجسام منذ عام 1992، وحمل ألقابا محلية وعربية وآسيوية وعالمية، فقد تحدث عن ارتباط هذه الرياضة بالرجولة، لكن ذلك لم يمنع الإناث من ممارسة هذه الرياضة.
وأشاد القاروط بالأبطال العرب بهذه الرياضة كالليبي كمال عبد السلام والمصري "بيغ رامي"، أما عن تراجع اللعبة في سوريا فقد ربط ذلك بالعقوبات الاقتصادية التي تمنع وصول معدات التدريب والمكملات الغذائية الصناعية، إضافة لغلاء المعيشة في البلاد، والعزلة السياسية التي تمنع سوريا من المشاركة في العديد من البطولات الخارجية.