تتواتر الأخبار في الأوساط الرياضية الإسبانية حول اقتراب الموهبة الصاعدة لامين يامال من ارتداء القميص رقم 10 في نادي برشلونة اعتبارًا من الموسم المقبل.
هذا الرقم، الذي حمله الأسطورة ليونيل ميسي لسنوات طويلة، لم يعد مجرد رقم على قميص، بل إرث ثقيل ومصدر ضغط هائل على أي لاعب شاب يجرؤ على الاقتراب منه.
مع تألق يامال اللافت، بدأت جماهير برشلونة تسترجع بقلق سيناريو مشابهًا، سيناريو أنسو فاتي، وتتساءل: هل يمكن لإرث ميسي، وتحديدًا القميص رقم 10، أن يكون له دور غير مباشر في تعقيد مسيرة يامال الواعدة؟ فالرقم بحد ذاته يحمل توقعات بأن يكون صاحبه المنقذ والقائد وصانع الفارق.
قبل يامال، كان أنسو فاتي هو الفتى الذهبي لبرشلونة، موهبة واعدة انفجرت بقوة، وإن كانت التقييمات الحالية تشير إلى أن موهبة يامال قد تكون على مستوى أعلى بكثير.
وصل فاتي إلى مرحلة كان فيها كل تسديدة تخرج من قدمه تجد طريقها إلى الشباك، وتوقع الجميع له مستقبلًا باهرًا، خاصة إذا تم بناء فريق يخدم إمكانياته.
أُطلق عليه لقب "خليفة ميسي" والمنقذ الذي سينتشل برشلونة من كبوته. وبالفعل، حصل فاتي على عقد وُصف بالخرافي، وورث القميص رقم 10. لكن، ومنذ تلك اللحظة، بدأت دوامة من الإصابات المتلاحقة أدت إلى تراجع مهول في مستواه، ثم إعارة، ومحاولات عودة باءت بالفشل في استعادة بريقه السابق. قصة فاتي تحولت من حلم وردي إلى كابوس مؤلم لجماهير البلوغرانا.
الآن، يبدو أن لامين يامال يمر بمراحل مشابهة بشكل مقلق. اللاعب الشاب يقدم مستويات مبهرة، وتألقه الكبير يجعله محط أنظار العالم، ويُقارن بشكل مستمر بليونيل ميسي في بداياته.
المفاوضات جارية حاليًّا بشأن عقده الجديد، والذي يُشاع أنه سيكون ضخمًا، بتفاصيل وشروط قد تتفوق على تلك التي حصل عليها فاتي في حينه.
والأنباء تشير بقوة إلى أنه سيرتدي القميص رقم 10. هذا النمط المتكرر – موهبة فذة، مقارنات بميسي، عقد كبير، ثم القميص رقم 10 – يثير مخاوف حقيقية لدى الجماهير ويجعل مستقبل يامال يبدو وكأنه على المحك.
@eremsports لامين يامال يحذف ليونيل ميسي من قائمة متابعيه.. صدفة أم توتر في العلاقة؟ #sportsontiktok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
الضغط المصاحب لتألق يامال هائل بالفعل، وكلما سجل هدفًا أو قدم أداءً مبهرًا، تُستدعى فورًا المقارنات مع ميسي.
هذا العبء النفسي، المضاف إلى ثقل القميص رقم 10، يشكل تحديًا كبيرًا لأي لاعب، فما بالك بشاب في مقتبل العمر مثل يامال.
القميص لم يعد مجرد رقم، بل أصبح يمثل توقعات بأن يكون اللاعب حاملًا لواء الفريق، وأن يكرر إنجازات أسطورية، وهو أمر شبه مستحيل.
لا يمكن القول بأن ميسي "يتسبب" بشكل مباشر في أي ضرر، فالأسطورة الأرجنتينية ترك إرثًا من الإلهام والتميز.
@eremsports لامين يامال يحلم أن يكون أسطورة مثل ميسي #sportsontiktok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
لكن، يبدو أن الوهج الذي تركه، والتوقعات التي خلقها، خاصة فيما يتعلق بالقميص رقم 10، قد تتحول إلى سيف ذي حدين.
فبدلًا من أن يكون الرقم حافزًا، قد يصبح عبئًا يطارد المواهب الشابة في برشلونة، تضعهم تحت ضغط لا يُطاق، وتجعلهم عرضة للسقوط عند أول اختبار حقيقي أو إصابة.
هذا لا يعني نهاية مسيرة يامال في برشلونة، لكن ما حدث مع فاتي والذي أوشك على الرحيل عن برشلونة يستدعي القلق، كونه يحدث بحذافيره مع لامين حاليًّا.
مستقبل لامين يامال لا يزال أمامه، وموهبته لا جدال عليها، لكن التحدي الأكبر قد لا يكون في الملعب فقط، بل في كيفية التعامل مع إرث الرقم 10 وتجاوز ظل ميسي الذي لا يزال يخيم بقوة على القلعة الكتالونية.