الدوري الإسباني يعاني من "أزمة" العدالة الاجتماعية
الدوري الإسباني يعاني من "أزمة" العدالة الاجتماعيةالدوري الإسباني يعاني من "أزمة" العدالة الاجتماعية

الدوري الإسباني يعاني من "أزمة" العدالة الاجتماعية

يبدو أن العدالة الإجتماعية تحولت من مطلب أساسي تنادي به الجماهير في ثورات الربيع العربي إلى أزمة حقيقية تطل برأسها في الدوري الإسباني، فبينما توجد أندية مصنفة الأغنى عالميا هناك أندية أخرى يصعُب عليها تبادل القمصان بعد انتهاء المباريات لعدم كفايتها أحيانا لإستكمال مباريات الموسم.

هذا ما حدث على سبيل المثال في أكثر من مباراة خاضها مؤخرا فريق "كارتاخينا".

" كارتاخينا" هو أحد الأندية الإسبانية التي تقف على صفيح ساخن لما آلت اليه أوضاعها الاقتصادية من انهيار وتدهور مستمر. فالبرغم من أن لاعبي الفريق بأكملهم يبلون بلاءا حسنا إلا أن قلة الموارد الإقتصادية تزج به في غرفة العناية المركزة وتفقده مقومات الصمود والبقاء، بل وتحول دون دخوله حيز المنافسة مكتملة المقومات.

المدهش أن هناك عددا من الأندية الأخرى تعاني تضخما مالياً لا تعرف كيف تنفقه. ففي مقارنة بالارقام لدخل نادٍ من نوادي الصدارة ثبُت أن ريال مدريد حقق دخلا مقداره 520,9 مليون يورو في 2012، بينما نجد أن الميزانية السنوية لناد مثل "كارتخينا" لا تتعدى 7 ملايين يورو في نفس العام.

من الواضح أن الكرة الإسبانية تمر بأسوأ أزماتها الاقتصادية، ومن المؤكد أن هذا الوضع يزداد سوءا في أندية الدرجة الثانية والثالثة.

بات واضحا أن إسبانيا لديها اثنين من أفضل الفرق و5 من أفضل لاعبي العالم، إلا أن المنافسة تتركز بشكل أساسي في العملاقين: ريال مدريد و برشلونة. ولكن… هل ستستطيع الفرق المتوسطة الإستمرار على قيد الحياة في ظل هذا الكساد الاقتصادي العاصف؟

من الواضح أن الفرق الأقل دخلا أصبحت أمام خيارين:

الأول هو ترك مصيرها في أيادي رؤوس الأموال الأجنبية التي طالما تعد بتغيير ملموس. لكن هذا الخيار ربما سلبياته أكثر من ايجابياته، فقد شهد العالم ما حدث مع نادي “ريسينج سانتاندير” الذي اشتراه رجل الأعمال الهندي إحسان علي سيد، والذي امتلئت صفحات الجرائد بتصريحاته حول ضخ استثمارات ضخمة لصالح النادي، خاصة بعد إشراف النادي على الإفلاس.، ولكن حسبما تشير المصادر لم يكن الأمر سوى عملية احتيال ليس أكثر، وها هو النادي العريق يحاول التقاط أنفاسه والوقوف على قدميه من جديد.

أما نادي “مالاجا" الذي تم بيعه في 2010 لرجل الأعمال القطري عبدالله آل ثاني فكان نموذجا إيجابيا على كل المستويات، حسبما يرى الكثير من المتابعين. فقد قام المالك الجديد بإجراء حزمة من التغييرات، أهمها العقد الذي أبرمه مع اليونسكو ليكون النادي سفير السلام والقيم الرياضية بين الشباب في جميع أنحاء العالم، وكذلك التعاقد مع لاعبين محترفين على مستوى عال، مما أعطى “مالاجا” دفعة كبيرة إلى الأمام وعاد لمنافسة نظرائه من الفرق الأوروبية الأخرى، بعد أن تجاوز أزماته المالية العاصفة.

الخيار الثاني هو الإستمرار في بيع اللاعبين إلى الأندية الأجنبية، وهي ظاهرة تزايدت مؤخرا بشكل ملحوظ، ولكن - بالطبع - بيع أفضل اللاعبين في الفريق ربما يؤثر سلبا على نتائجه في البطولات، وبالتالي على مستوى الحرفية المعهودة في كرة القدم الإسبانية.

باختصار، يبدو أن واقع كرة القدم الإسبانية ما هو إلا مرآة للمجتمع الإسباني بكل ما يعانيه من تناقضات نتيجة الركود الإقتصادي منقطع النظير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com