مدرب إسبانيا يخشى منافسة إنريكي في "قيادة الدراجات"

في اليوم التالي الذي تلا احتفاله بعيد ميلاده الـ50، اعترف جولين لوبيتيغي أنه لم ينم كثيرًا واجتاحه الإحساس باللهفة.. لم يكن التقدم في العمر هو السبب في قلة النوم والتوتر، بل ظهوره الأول كمدرب لمنتخب إسبانيا خلفا للمخضرم فيسنتي ديل بوسكي.

وقال لويبتيغي لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على الإنترنت بعد أسبوعه الأول على رأس الجهاز الفني لكتيبة لاروخا: "الشعور ببعض التوتر هو شيء ضروري وإيجابي.. فهذا التوتر جيد وعلامة على أنك تقوم بشيء تحبه، تعشقه وتشعر بمسؤولية واحترام كبيرين تجاهه.. واليوم الذي لن نشعر بكل هذا سيكون بداية النهاية".

وحتى الآن حقق بطل العالم 2010 العلامة الكاملة بالفوز بهدفين نظيفين في مباراة ودية ضد بلجيكا وفوز آخر ساحق (8-صفر) ضد ليختنشتاين في بداية التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018.

فريق لوبيتيغي

وقد أكد خليفة فيسنتي دل بوسكي، قائلًا: "نحن سعداء بهذين الانتصارين، خصوصًا باستجابة اللاعبين والسلوك والالتزام الذي تحلّوا به والرغبة الكبيرة التي أظهروها لاستيعاب كل الأفكار التي حاولنا تمريرها لهم في هاتين المباراتين"، مضيفًا: "لم يكن هناك أي فكرة ثورية، ولكن لكل مدرب طريقته في العمل".

وبخصوص أسلوب اللعب الذي يريده لوبيتيغي لفريقه، أوضح: "نريد فريقًا قادرًا على تقديم أفضل ما لديه اعتمادًا على اللاعبين المتاحين وقادرًا أيضًا على مواجهة المباريات انطلاقًا من فلسفتنا الكروية، ولكن مع القدرة على تجاوز العقبات التي نواجهها في كل لحظة".

وأضاف المدرب السابق لنادي بورتو البرتغالي: "كل مباراة مختلفة عن سابقتها وتتطلب منك أشياء مختلفة.. نأمل أن يكون الفريق قادرًا على موجهة كل التحديات وأن يجد اللاعبون الأجوبة عندما يواجهون الصعوبات.. وأنا واثق أنه في هذا الجانب سيكون الفريق حاضرًا وسيعرف كيف سيكون في المستوى وسيحصل على المزيد من الموارد".

وبات لوبيتيغي يعرف معنى الفوز والصعوبات التي ينطوي عليها منصبه حيث أكد قائلًا: "الآجال قصيرة، لهذا يجب التركيز على الأولويات، ولكن كل شيء سيكون أسهل بفضل السلوك والاحترافية التي أظهرها اللاعبون".

سيركّز لوبيتيغي الآن على تتبع أداء اللاعبين، ورصد أنشطة الفئات الأقل، وتحليل المنافسين والتخطيط بعناية للتدريبات لحين اجتماع الفريق في أكتوبر/تشرين الأول.

وقد اعترف حارس المرمى السابق لفرق ريال سوسيداد وريال مدريد، ولوغرونيس، وبرشلونة ورايو فاليكانو: "الابتعاد عن كرة القدم ليس بالأمر السهل"، وهذا يحاول القيام به أحيانًا من خلال تنظيم أنشطة عائلية حيث لديه ابنان وابنة واحدة، وكشف قائلًا: "إنهم يقفون دائمًا إلى جانبي ويشجعونني، ولكنهم لا يسكتون عن شيء لم يعجبهم، ويخبروني به دائمًا بنبرة ودودة، كلهم يعشقون كرة القدم وكلهم يشجعون ريال سوسيداد".

ولا يجد لوبيتيغي الآن فرقًا كبيرًا بين حياة غرفة خلع الملابس كلاعب في ذلك الوقت وما يراه الآن بصفته مدربًا: "إنهم لاعبون يحبون ما يفعلونه ويشعرون بشرف تمثيل بلدهم".

التنافس مع إنريكي

وقبل أن يلتقي مرة أخرى بلاعبيه في غرفة خلع الملابس، سيكون لديه متسع من الوقت للركوب على الدراجة، حيث كشف قائلًا: "بفضلها أبتعد قليلًا عن الكرة.. أركب على الدراجة وأتسلق مرتفعًا من مرتفعات سباق فرنسا، هذا هو أكثر ما أحبه، الجبل"، ولكنه لا يريد مواجهة أحد زملائه في الولايات المتحدة 1994 وربما كان أكثر من ظهر في الصفحات الأولى في الصحف تلك الأيام حيث قال عن مدرب برشلونة الحالي: "لا، بالتأكيد لويس إنريكي سيفوز.. فهو يتدرب أكثر مني".

ويشتهر لويس إنريكي، مدرب برشلونة، بعشقه لرياضة الدراجات ويشارك في سباقات فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ويسير إلى جوار المتسابقين الرسميين والتقطت له العديد من الصور خلال الصيف الماضي على هامش سباق فرنسا (أشهر سباقات الدراجات في العالم).

سيكون المرتفع المقبل الذي سيواجهه وهو جالس على مقاعد بدلاء لاروخا صعبًا جدًا، ولكن في سباق إيطاليا هذه المرة: إيطاليا بقيادة جيامبيرو فينتورا يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول، على الورق، هو منافسه الرئيسي في المجموعة السابعة في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى روسيا 2018، وذلك إلى جانب منتخبات ألبانيا، ومقدونيا، وإسرائيل وليختنشتاين.

بيد أن المدرب الإسباني لا يضع أي أولويات.. حيث حلّل بفلسفة تجمع بين كرة القدم وركوب الدراجات قائلًا: "يجب ألا نقلل من شأن أي خصم، فكل مباراة مهمة، ويجب أن نعمل بجد للمضي قدمًا والوصول إلى حيث نريد، فالمشوار سيكون طويلًا وشاقًا".