كيف أثرت مواقع التواصل الاجتماعي على كرة القدم ونجومها؟
كيف أثرت مواقع التواصل الاجتماعي على كرة القدم ونجومها؟كيف أثرت مواقع التواصل الاجتماعي على كرة القدم ونجومها؟

كيف أثرت مواقع التواصل الاجتماعي على كرة القدم ونجومها؟

شهدت كرة القدم في العشرين عامًا الأخيرة تطورًا هائلًا بفعل تطور تقنيات العالم الرقمي وظهور مواقع اجتماعية تشهد توافد مليارات المتابعين إذ انتقل الصراع من العالم الواقعي نحو عالم رقمي متطور يغري الجميع باستغلاله اقتصاديا ورياضيا.

وقبل عهد المواقع الاجتماعية وتطور العالم الرقمي ظلت كرة القدم حبيسة شاشات التلفزيون والصحف الورقية وكان الصراع على النقل التلفزيوني الأبرز وتطورت جزئيا إيرادات الفرق والاتحادات نتيجة تطور عدد المشاهدين وتقنيات النقل وظهور قنوات رياضية كثيرة ومتعددة حاولت احتكار الفرجة عبر التشفير.

وفي ظل ظهور السوشيال ميديا أصبحت كرة القدم مجالا مفتوحا أمام الجميع إذ تمكنت عدة مواقع من قرصنة البث التلفزيوني المباشر لأغلب المسابقات المحلية والقارية والعالمية؛ ما جعل كرة القدم تعرف مشاهدات قياسية عبر الإنترنت.

وأخيرا تم توقيع عقد بين الدوري الأمريكي لكرة القدم وفيس بوك، بحيث يتمكن الأخير من نقل مباريات الدوري الأمريكي بشكل نظامي، في تجربة قد تغير خريطة بث مباريات كرة القدم حول العالم إن نجحت.

واستفاد الفرق والاتحادات واللاعبون بشكل كبير من المواقع الاجتماعية المختلفة وعلى رأسها فيسبوك وتويتر وإنستغرام كما سببت مشاكل متعددة نتيجة سرعة نقل المعلومة وانتقال الإشاعات والأخبار المفبركة.

تطور اقتصادي كبير

مكنت مواقع السوشيال ميديا الأندية واللاعبين من فضاء كبير استُغل اقتصاديا بشكل جيد وذلك عبر تدشين صفحات خاصة بهم والتنافس على جلب متابعين وعشاق وأنصار من كل القارات وهو ما مكن مثلا دوريات إسبانيا وألمانيا وإيطاليا من منافسة الدوري الإنجليزي الممتاز في القارة الآسيوية وأمريكا الشمالية بعدما كانا متخلفين في الصراع بشكل كبير.



وزادت شهرة بضع مسابقات في شرق آسيا التي تضم حوالي نصف سكان الكرة الأرضية وخصوصا الدوري الإسباني والدوري الألماني اللذين أصبحا ينافسان بقوة الدوري الإنجليزي في عدد عشاقهما في شرق أسيا.

ومنحت مواقع السوشيال ميديا الفرق الأوروبية الكبرى فرصا أكبر لتسويق منتجاتها بشكل جيد في شرق أسيا والعالم العربي وزيادة مبيعاتها الاقتصادية كما تمكنت من جلب مستثمرين من المنطقة جلبوا أموالا ضخمة لسوق كرة القدم الأوروبية.

ودشنت أندية أوروبية عديدة مثل: بايرن ميونخ وروما وبرشلونة وريال مدريد صفحات على مواقع التواصل الاجتماعات بلغات غير لغات بلدانها الأصلية بهدف التواصل مع سكان العالم بشكل أسرع.

فريقا برشلونة وريال مدريد هما الأكثر متابعة على المواقع الاجتماعية بأكثر من 159 مليون متابع متفوقين على أندية الدوري الإنجليزي الممتاز مانشستر يونايتد الذي لم يتجاوز 100 مليون متابع وأرسنال وتشيلسي وليفربول كما دخل فريق بايرن ميونخ لائحة العشرة الأوائل برفقة باريس سان جيرمان الفرنسي وميلان ويوفنتوس الإيطاليين.

وقلص فريقا ريال مدريد وبرشلونة الفارق عن مانشستر يونايتد في الاستفادة الاقتصادية من السوشيال ميديا بشكل كبير وأصبحت إيراداتهما تقارب الفريق الإنجليزي ومرشحة لتجاوزه في المستقبل القريب في ظل تراجع الفريق الأحمر وغيابه عن التتويج بالألقاب الكبرى.

وعلى صعيد اللاعبين، النجمان البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد والأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الأبرز على المواقع الاجتماعية ومواقع الأخبار العالمية ويتجاوز كليهما 100 مليون متابع كما أصبحت إيراداتهما قياسية من الإشهار والإعلانات بالنظر لشهرتهما عالميا وتنافسهما على لقب الأفضل في العشر سنوات الأخيرة.

ويعد رونالدو هو الأفضل بين لاعبي العالم في استغلال السوشيال ميديا اقتصاديا، فمكاسبه منها بالملايين، من خلال تسويق منتجاته الشخصية أو الإعلان لمنتجات أخرى استغلالا لشعبيته الجارفة على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم.

وبالنظر لزيادة شعبية الفرق واللاعبين عالميا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت العقود الإشهارية والإعلانية وصفقات الانتقال تخضع في كثير من الأحيان لمنطق الشهرة أكثر منه لمنطق المستوى ووصلت أثمان لاعبين لأرقام قياسية كصفقة الويلزي غاريث بيل من توتنهام لريال مدريد وبول بوغبا من يوفنتوس لمانشستر يونايتد.

وفضلت فرق الارتباط بلاعبين يملكون متابعة وشهرة كبيرة على مواقع السوشيال ميديا لجلب مزيد من الإيرادات عبر بيع الأقمصة ومثال كبير النجم الكولومبي جيمس رودريغيز لاعب ريال مدريد الحالي والذي رفض الفريق بيعه لأهميته الاقتصادية رغم كونه لا يلعب كثيرا.

صراع السوشيال ميديا

أصبحت المواقع الاجتماعية حلبة للصراع بين أنصار الفرق وبين لاعبيها أيضا ومدربيها وبعض الإداريين كما كانت سببا في فضح الكثير من الأخطاء من الحكام واللاعبين على أرضية الملعب وفرصة لتحليل اللقاءات من طرف صحفيين هواة ومحترفين.

ويبقى أبرز الصراعات هو الحرب الدائرة بين ريال مدريد وبرشلونة على المواقع الاجتماعية والحروب الكثيرة بين فرق الصفوة في الدوري الإنجليزي الممتاز وبين فرق الصفوة في إيطاليا.

وكان الخاسر الأكبر من السوشيال ميديا في عالم الرياضة هو التحكيم الذي أصبحت أصغر أخطائه كفيلة بقلب المواقع الاجتماعية إشعال فتيل الحرب بين أنصار الفرق الكبرى والصغرى على حد سواء.

ويعتبر مدافع برشلونة جيرارد بيكيه أحد أبرز جنود الحرب عبر المواقع الاجتماعية حيث خاض بضع معارك ضد ريال مدريد وضد أخطاء الحكام وأدت لتلاسن بينه وبين عدة لاعبين من الفريق الملكي أشهرهم العميد سيرجيو راموس.



كما فضحت المواقع الاجتماعية سلوك عدة لاعبين داخل الملعب وخارجه عبر التركيز على السلوك غير الرياضي أو السلوك الأخلاقي السيئ ، لكنها أيضا في المقابل أعطت الفرصة لبضع مبادرات اجتماعية للنجوم الكبار للظهور علنا عبر مساندة المرضى وضحايا الحروب والكوارث الطبيعية.

ومكنت المواقع الاجتماعية عدة عشاق لنجوم كبار من تحقيق أمنياتهم بلقاء نجومهم المفضلين كقضية الطفل الأفغاني مرتضى أحمدي صاحب قميص ميسي من البلاستيك والذي زار برشلونة والتقى نجمه المفضل، كما التقى الطفل الفلسطيني أحمد الدوابشة الناجي الوحيد من عائلته من جريمة حرق نفذها مستوطنون إسرائيليون مع نجمه المفضل البرتغالي كريستيانو رونالدو.

أراء وضحايا المواقع الاجتماعية

يرى الفرنسي أرسين فينغر مدرب آرسنال الإنجليزي أن المواقع الاجتماعية قدمت خدمة كبيرة لكرة القدم من خلال منح الأنصار وعشاق كرة القدم فرصة للتعبير وقربت المسافة بينهم وبين اللاعبين والمدربين لمعرفة أرائهم وطريقة تفكيرهم في أداء ومستوى الجميع.

ويتحفظ المدرب الفرنسي المخضرم على أداء السوشيال ميديا وعلاقتها بكرة القدم ويعتبرها ليست مثالية لكون العديد من الأشخاص يستغلونها بشكل سيئ عبر إثارة الفتن والعصبية وأكد أن على الجميع تقبل كل الأخطاء لكن المستعملين ليسوا ملائكة.

وأكدت " ماري لوري في " مؤسسة مكتب للاستشارة في هذا المجال أن أندية كرة القدم استفادت بشكل كبير من المواقع الاجتماعية لكونها أصبحت أكثر قربا من أنصارها ومتابعيها كما أنها أصبح منتوجها أكثر قابلية للبيع والتطوير رياضيا واقتصاديا.

واضطر لاعبون للاستعانة بخبراء كالإيفواري سيرجي أورييه لاعب باريس سان جيرمان والفرنسي أنتوني مارسيال لاعب مانشستر يونايتد و يشرف عليهما فليب لومبولي والذي أكد أن تعامل اللاعبين مع المواقع الاجتماعية يجب أن يكون حذرا ولا يجب توقيف مشاركتهم رغم وجود أشخاص يسببون المشاكل لأنها تشكل فضاءً مهمًا لتبادل الآراء وزيادة شعبية النجوم.



كما أدت المواقع الاجتماعية لضحايا كان من بينهم لاعبون شباب لم يستغلوا الأمر بشكل جيد وسقطوا في المحظور كما حدث للاعب الشاب سيرجي غوارديولا الذي طرد من برشلونة بسبب تغريدات ضد الكتالونيين وتمجيده لمدريد، وطردت لاعبة من الفريق النسائي لأتلتيكو مدريد عبرت عن فرحتها بفوز الغريم والجار ريال مدريد ونشرت صورة لمشاركتها في احتفالات جماهيره.

وتعرض عدة لاعبين ومدربين لمواقف محرجة على المواقع الاجتماعية شككت في انتمائهم لفرقهم كما حدث لإيسكو حين نشر صورة له برفقة كيس بطاطا عليه شعار برشلونة، وأيضا لاعبون نشروا صورهم على المواقع الاجتماعية بقميص الفرق المنافسة وهي أخطاء تجارية تضرب فريقهم الأصلي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com